السؤال
هناك بعض الممارسات في تطبيق تيليجرام، فبعض البوتات تنسخ الأعضاء من مجموعة إلى أخرى دون علمهم أو موافقتهم؛ مما يؤدّي إلى إضافتهم في مجموعات جديدة بشكل تلقائي دون طلب مسبق منهم.
فما حكم استخدام هذه البوتات في الشرع؟ وهل يعدّ ذلك نوعًا من التعدّي على خصوصية الآخرين، أو إلحاق الأذى بهم دون رضاهم؟
أرجو منكم التكرم بتوضيح الرأي الشرعي في هذا الأمر -جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من علم نافع، ونصح للأمة-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد إضافة الشخص لمجموعة من المجموعات دون إذن سابق منه، قد لا يكون ذلك تعديًا على خصوصيته، أو إيذاء له؛ وذلك لسببين:
ـ الأول: إمكانية الخروج من المجموعة بعد إضافته إليها؛ ولهذا يمكن أن تحمل الإضافة على معنى الاستئذان في الانضمام للمجموعة، والبقاء يعني الإذن، والخروج يعني عدم الإذن.
ـ الثاني: أن ضبط إعدادات الحساب متاح لكل أحد؛ فصاحب الحساب هو الذي يحدّد من يمكنه إضافته إلى المجموعات، فبإمكانه أن يمنع من إضافته منعًا تامًّا، وبإمكانه أن يقيّد ذلك بجهات اتصاله فقط، أو بأشخاص معينين يختارهم بنفسه، فمن ترك إعداداته على إمكانية إضافته من قبل أي شخص؛ فهذا يُفهم منه الإذن في الإضافة عمومًا، ولولا ذلك لمنعت الشركة صاحبة التطبيق نفسها من إمكانية الإضافة دون إذن سابق، ولم تكتفِ بإتاحة ذلك عن طريق الإعدادات.
وهذا من حيث نفي حرمة الإضافة، وإلا فالأفضل -بلا ريب- هو عدم استعمال مثل هذه البوتات على النحو المذكور، وخصوصًا للأغراض التجارية -كالدعاية، والتسويق-.
والله أعلم.