الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصائب كفارات للخطايا

السؤال

في موضوع يحيرني كثيرا لا أعلم إذا كان عن خطأ ارتكبته أو هذا حظي ألا وهو :أني كل ما أحاول جمع مبلغ من المال لا أستطيع ويضيع مني المال في مصيبة أو مشكلة أو يذهب إلى شخص قريب أو عزيز لي وأريد منكم أن تساعدوني بإرشادكم لي إذا كان هذا يحصل عن ذنب ارتكبته لكي أتوب منه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى المسلم أن يتوب من كل ذنب، وأن يجدد التوبة كل حين، فالله تعالى: يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222}، كما جاء في الكتاب العزيز. ومما لاشك فيه أن للذنوب أثرا كبيرا فيما يصيب العبد من نكبات، قال جل من قائل: ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. وفي الحديث الشريف: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه الإمام أحمد. ومن فضل الله تعالى أن هذه المصائب التي تصيب المرء في نفسه أو أهله أو ماله تكون كفارة لذنوبه، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولاحزن ولا أذى ولاغم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وعليك أن تتفقد نفسك وتحاسبها، إذ قد يكون عندك من الذنوب ما كان سببا فيما ذكرته. ومع ذلك فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وهذا ما لا يصح إيمان المرء دون اعتقاده، ثم إن عليك أن لا تقنط من رحمة الله وأن تكثر من دعائه وراجع الجواب: 14836.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني