الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي على الأهل والاهتمام بهم من أفضل الأعمال

السؤال

جزاكم الله الف خير عنا وعن سائر المسلمين لما تقومون به من خدمة للمسلمين والإسلام وتنوير طريق المسلمين جعلكم الله ذخرا لنا إن شاء الله.
أما بعد سؤالي هو: ماهو جزاء من أمسي وأصبح وهمه أهله وخوفه عليهم والدعاء لهم كل يوم بالثبات والهدايه والستر عليهم من فتن الدنيا ومصائبها وثبات قلوبهم علي الإيمان والطاعه وإلى آخره ؟ هل يعتبر مثل ما قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وبأهلك فـ جاهد؟
وشكراً. وجزاكم الله ألف خير عنا وعن سائر المسلمين.
ملاحظه .. أرجو إرسال نسخه من الفتوي إلى بريدي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن السعي على الأهل والاهتمام بهم والقيام على أمورهم وإصلاح حالهم بالتربية والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فقد مدح الله تعالى أنبياءه بأنهم كانوا يأمرون أهلهم بالصلاة والزكاة، قال الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم:54-55}، وقال تعالى مخاطباً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولنا من بعده: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {طه:132}.

ومع ذلك فينبغي ألا يكون ذلك عائقاً للمسلم عن الاهتمام بأمر المسلمين عامة وتقديم ما يستطيع من المساعدة لهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى وأبدأ بمن تعول... رواه البخاري ومسلم.

وأما ما قاله السائل الكريم "وبأهلك فجاهد" فلم نطلع عليه مرفوعاً، ولعل السائل يقصد ما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد. وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 38059.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني