السؤال
سمعتُ أحدهم يقول: «أتيتك يا عبد المعين تعينني ** وجدتك يا عبد المعين تُعان» فهل يجوز هذا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العبارة صحيحة من حيث المعنى، فالمقصود بها أن بعض من تستعين به من البشر، هو نفسه يحتاج إلى من يعينه. ولكنهم عبروا عن هذا البشر باسم (عبد المعين)، واسم (المعين) لم يثبت بلفظه في أسماء الله تعالى. ولكن يصح التسمية به عند من يقول باشتقاق أسماء الله مما جاء في النصوص منسوبًا إلى الله تعالى بصيغة الفعل، وبصورة الاسم المضاف، وهذا محل خلاف بين أهل العلم، سبق بيانه في الفتوى: 125377.
وقد ذكر (المعين) في أسماء الله تعالى: ابن منده في كتاب التوحيد، واستدل له بحديث: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، وحديث: اللهم أعني ولا تُعِن علي، وحديث: الله في عَوْن العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه.
وذكره كذلك جعفر الصادق فيما جمعه من أسماء الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: اعتنى جماعة بتتبعها من القرآن. اهـ. وذكر منهم جعفر الصادق، وذكر في سياق ما ذكره جعفر اسم: (معين).
ثم قال: هذا آخر ما رويناه عن جعفر، وأبي زيد، وتقرير سفيان من تتبع الأسماء من القرآن، وفيها اختلاف شديد، وتكرار، وعدة أسماء لم ترد بلفظ الاسم، وهي صادق، منعم ... معين. اهـ.
وإذا حملنا حكاية اسم (عبد المعين) في العبارة محل السؤال، على معنى الوصف والإخبار، زال هذا الحرج، وخرجنا من الخلاف في تسمية الله تعالى باسم (المعين)، فإن باب الوصف والإخبار عن الله أوسع من باب التسمية، كما سبق بيانه في الفتويين: 128900، 136290.
والله أعلم.
بحث عن فتوىيمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني