السؤال
أنا فتاة لا أجد ما يسليني غير قصص الغرام، ولكني مؤخراً عرفت بأن القصص الغرامية حرام، لكني أسأل هنا إلى أي درجة حرمتها، وإذا كانت القصص لا تتحدث عن الابتذال، ولكن عن العذارى أي الحب البريء. وإذا كانت محرمة فماذا نقرأ من القصص؟
أنا فتاة لا أجد ما يسليني غير قصص الغرام، ولكني مؤخراً عرفت بأن القصص الغرامية حرام، لكني أسأل هنا إلى أي درجة حرمتها، وإذا كانت القصص لا تتحدث عن الابتذال، ولكن عن العذارى أي الحب البريء. وإذا كانت محرمة فماذا نقرأ من القصص؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمرت الشريعة بغض البصر وحفظ الفرج، ورتبت على ذلك الثواب الجزيل والأجر الكبير، ولا يسهل على الإنسان قيامه بذلك إلا إذا تجنب كل وسيلة من شأنها أن تهيج الغريزة، وتدعو إلى المنكر.
وقراءة القصص الغرامية لها أثر سيء في تعليق القلب بغير الله، والولوج بالنفس إلى أودية العشق المحرمة، ومتاهات الخيال الباطل.
وقد جاء في الحديث: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه مسلم.
وللقصص الغرامية حظ كبير من هذا الحديث، فإنها موجبة لتمني القلب وتفكيره فيما حرم الله، وهذا كاف للقول بتحريم قراءتها.
وليس هناك ما يسمى بالحب البريء، فإن الأصل تحريم العلاقة بين الرجل والمرأة إلا بما أحل الله من الزواج أو ملك اليمين.
وما الحب البريء إلا صورة من صور العشق الموجبة لبعد القلب عن الله، وتعلقه بغيره، وقربه من الشيطان، ودخوله في حزبه. وقد عد العلماء العشق من صور الشرك الخفي، الذي ربما عظم فأذهب الإيمان.
والمرأة الصالحة ينبغي لها أن تهتم بما يعود عليها بالأجر والثواب والمنفعة، وذلك في قيامها بحق ربها وحق أهلها، بأداء الفرائض، واجتناب المحارم، وقراءة القرآن، والمحافظة على ذكر الله، وحضور الدروس النافعة، والمشاركة في الأنشطة النسائية الهادفة، وسلوك طريق الدعوة والنصيحة للأهل والأقارب والصديقات، والاشتغال بقراءة المجلات الإسلامية النافعة، وقراءة سير الصالحين والصالحات، وهذا كله من وسائل التسلية والمتعة والفائدة.
نسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يوفقك لطاعته ومرضاته.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني