الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيلة لا تبيح قرض الربا

السؤال

أريد أخذ قرض إسكاني من بنك تجاري بفائدة متناقصة حيث إن البنك لا يقوم بدفع أي مبلغ كان لي ولكن يتم إعطائي القرض بالطريقة التالية:
عندما أجد المسكن الذي أريد شراءه يقوم البنك بتفويض لجنة تخمين للمنزل ومن ثم يتم الاتفاق على الثمن مع صاحب المسكن وبعلمي, فإذا تم الاتفاق بيننا أذهب أنا ومندوب البنك وصاحب العقار إلى الشهر العقاري فيقوم صاحب العقار ببيعه لي ومن ثم أقوم برهن العقار الذي أصبح ملكي للبنك فيقوم البنك بدفع ثمن المسكن المتفق عليه لصاحب العقار الأصلي ودون أن يقوم البنك بإعطائي أي مبلغ من المال, ومن ثم أقوم أنا بسداد المبلغ للبنك بالطريقة المتفق عليها بيني وبين البنك

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن هذه المعاملة محرمة شرعا لتضمنها قرضا بفائدة ربوية، وكل ما ذكره الأخ السائل لا يخرجها عن حقيقتها وهي أن البنك يقرض العميل ثمن البيت على أن يسدده له على أقساط مع زيادة الفائدة المتفق عليها مسبقا، وهذا عين الربا المحرم، من الكتاب والسنة. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {البقرة: 278}. وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله..

فالواجب على الأخ السائل الحذر من هذا القرض الربوي، وليعلم أن الله تعالى وعده إن ترك الحرام أن ييسر أمره ويرزقه من حيث لا يحتسب. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني