الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكل المال العام يعد من الكبائر

السؤال

أعمل بمؤسسة حكومية ولدينا حافلة لنقل العمال لكن السائق يستعملها لأغراضه الخاصة بعد أوقات العمل ويعطيها لابنه ويخرجها من الموقف حتى في أيام العطل الأسبوعية دون علم المدير، وكل العمال في حالة تذمر لأنه إذا أصابها شيء فإننا سنتأذى وسنضطر إلى التنقل على حسابنا الخاص.
شيخي الفاضل: لا أعرف كيف أتصرف! هل نخبر المدير بما يحدث؟ وبالتالي أخاف أن تكون غيبة وفتنة، أو نطلب منه أن يعطي مسؤولية القيادة لسائق آخر أكثر أمانة دون أن يفصل هدا السائق من عمله، لكن شيخي الفاضل لا تطلب مني أن أحذر السائق أو أطلب منه أن يكف عن هذه التصرفات لأنه إنسان جاهل وأمي و سوف يعرضني للسب والشتم وأشياء أخرى.
شيخي: هل يحق لكل من استطاع أن يهدر المال العام؟
وهل إخبار المدير يعني فتنة؟ خاصة وأن حجة السائق أن المدير وباقي المسئولين يقومون بما هو أكثر ويرى نفسه لم يفعل شيئا مقارنة بهم.
أرجو الرد على سؤالي وأخذه بعين الاعتبار.
وشكرا مسبقا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يقوم به هذا الشخص من استخدام الحافلة الحكومية لأغراضه الخاصة بغير إذن يعد حراما، ويجب عليه أن ينتهي عن ذلك ويتوب إلى الله منه, وما يفعله المسئولون من منكرات أكبر لا يسوغ له فعل المنكر, وقد قال عليه الصلاة والسلام : لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي.

ويجب عليكم نهي هذا الشخص عن ذلك المنكر, وإذا كنت لا تحبين أن تواجهيه خشية سبه فأرسلي له رسالة بذلك، أو اطلبي من شخص آخر أن ينهاه، فإذا لم ينته عن استعمال الحافلة في أغراضه الخاصة فلك أن تخبري المسئولين عن ذلك، ولا يعد ذلك من الغيبة ولا من الفتنة بل هو من النهي عن المنكر، ولك أيضا أن تطلبي من المدير أن يغير هذا السائق ويبدله بغيره ممن هو أكثر أمانة، ولعل هذا هو الأفضل.

ومن الواجب عليكم أيضا ـ إذا كان ما يقوله صاحبكم عن المسئولين صحيحا ـ هو نهيهم عن هذه المنكرات فإذا لم ينتهوا فأبلغوا المسئولين الذين هم أعلى منهم, لأن أكل المال العام يعد من الكبائر, قال صلى الله عليه وسلم: إن رجالا يتخوضون (يتصرفون) في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني