الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من آثار تقوى الإنسان لربه ومولاه

السؤال

شيوخنا الأفاضل: أنا فتاة عندي إحساس قوي وإيمان كبير بالله تعالى وملتزمة على قدر استطاعتي .. ومداومة دائما على الدعاء والإلحاح على أموري في كل أحوالي .. وكنت دائما أدعو الله في أمور معينة ويستجيب الله لي بكرمه وفضله لأنه أهل للإجابة والعطاء .. وكنت دائما أرى في منامي أمورا وتتحقق لي .. أو أسمع صوتا يخبرني بأمر ويتحقق .. أو أقوم بعمل شيء قيل لي في المنام وأنفذه في الحقيقة مثل كفالتي لليتيم .. وأنا من فترة شهرين تقريبا مداومة على الدعاء أن يرزقني الله بشخص معين أعرفه .. أن يرزقنيه كزوج لي وأن ييسر لنا أمورنا ويجمعنا بالحلال بقوته وقدرته .. وكعادتي صرت أرى في منامي أن ذلك الشاب يفرش لي سجادة الصلاة وصليت عليها .. أو يقول لي اشتريت لك هذا الخاتم .. ومرة رأيته بين أهلي وركبنا جميعا سيارة واحدة .. بالإضافة إلى أنني أسمع صوتا يقول لي إن هذا الشخص سيكون من نصيبك .. حتى مرة سمعت جملة بالحرف الواحد وهي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته قال إنني سأتزوج فلاناً .. وذكر اسم الشخص الذي أتمناه .. وهناك صوت آخر يقول لي إن هذا الشخص هو نصيبك لكن عليك بالصبر قليلاً .. هل هذه الأمور التي أحس بها وأسمعها .. هل هي أمور معقولة وهل إحساسي بهذه الأمور طبيعي؟ علما أنني مررت بعدة مواقف مشابهة وكنت أحس بنفس الأحاسيس وكانت تتحقق بنفس الكيفية .. وأنا كلي ثقة ويقين بأنها نتيجة لدعائي .. فالله بإرادته وكرمه يستجيب لي ويحقق لي ما أتمنى لأنني ألح كثيرا في الدعاء وأداوم على قيام الليل والدعاء في الثلث الآخير وأتحرى أوقات الإجابة مع كثرة الاستغفار .. حيث فيه الفرج من كل هم .. هل ما أقوم به صحيح وما أسمعه من أمور شيء مقبول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن لتقوى المرء آثاراً ملموسة تظهر له عاجلة مع ما يدخره الله له من المثوبة الآجلة، ومن آثار تقوى الإنسان استجابة دعائه، روى البخاري من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكيه عن ربه: ... ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.

ومنها: أيضاً الرؤى الصالحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة.

والرؤيا الصالحة التي تتحقق للإنسان كلما رآها علامة خير، وهي من صفات أولياء الله، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {يونس:62-63-64}.

روى عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا؟ قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له. أخرجه أحمد والترمذي.

وعليه، فداومي على ما أنت فيه من العبادة، وتعلمي أحكام دينك، فعسى أن يكون الله يريد بك الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني