الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أول جامع للحديث النبوي

السؤال

من أول من جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السنة لم تدون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما دون القرآن، وإنما كانت محفوظة في الصدور، نقلها الصحابة إلى من بعدهم من التابعين مشافهة، إلا ما كان لبعض الصحابة من صحف، يدونون فيها بعض ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل: عبد الله بن عمرو، وفكر عمر بن الخطاب في تدوينها، ولكنه عدل عن ذلك.

وأول من أمر بجمعها عمر بن عبد العزيز، فأرسل إلى أبي بكر بن حزم عامله وقاضيه على المدينة، فقال: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء. ولكنه لم يدون كل ما في المدينة من سنة وأثر، وإنما فعل هذا الزهري، وكان معاصراً لعمر بن عبد العزيز، وكان يأمر جلساءه أن يذهبوا إليه، لأنه لم يبق على وجه الأرض أحد أعلم بالسنة منه، فدون كل ما سمعه من أحاديث وأقوال للصحابة، غير مبوَّب على أبواب العلم، وبذلك كان الزهري أول من وضع حجر الأساس في تدوين السنة، ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري، فجمعه بمكة ابن جريج، وابن إسحاق، وبالمدينة سعيد ابن أبي عروبة، والربيع، والإمام مالك، وبالبصرة حماد، وبالكوفة الثوري، وبالشام الأوزاعي، وهكذا، ثم جاء القرن الثالث، فكان أزهى عصور السنة، فصنفت المسانيد، كمسند الإمام أحمد، ومسند وإسحاق بن راهويه، ثم الصحاح: البخاري، ومسلم، ثم ألفت بعدها السنن لأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني