الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في آخر خطبة حضرتها قال الشيخ إن معنى كلمة الدنيا دنيئة، هل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدنيا ذكر أهل العلم أنها مشتقة من الدنو وهو القرب، أو من الدناءة وهي الخسة، ويشهد لاشتقاقها من الدنو بمعنى القرب قول الله تعالى: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ {الصافات:6}، يعني السماء القريبة، وحمل على هذا المعنى أيضاً قول الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى {الأعراف:169}، وقد ذكر هذا المعنى القرطبي والغزالي وابن منظور.

ويشهد لاشتقاقها من الخسة قول الله تعالى في اليهود الذين استبدلوا ما كان ينزل عليهم من المن والسلوى بالبقول: قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ {البقرة:61}، وقد ذكر هذا المعنى المناوي في فيض القدير.

ولا شك أن الدنيا قريبة بالنسبة للآخرة، ولذلك عبر عنها في بعض الآيات بالأولى، مثل قوله: فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى {النجم:25}، ولا شك كذلك أنها خسيسة إذا قورنت منافعها وفوائدها بالآخرة، فإنها لو كانت تزن عند الله جناح بعوضه ما سقى كافراً منها شربة، كما ثبت في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، وراجع الفتوى رقم: 5903.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني