الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أما علمت أن الإسلام والحج يهدم ما كان قبلهما

السؤال

إنا شاب في ال17 من عمري أحب الله تعالى حبًا لايتخيله أحد. لكن المشكلة في كيفية نشأتي، فلقد نشأت ضمن أسرة قد تغلغل الشيطان إلى أسوارها والمهم هو أنّ أولاد عماتي وأولاد خالتي كانوا على درب الشيطان ولم أعلم حقيقتهم إلا قبل4 سنوات. وضمن تلك السنوات تحولت من شخص ٍ عفيف إلى شخص ٍ ذليل ٍ لهواه عاص ٍ لربه ، كنت أمارس الاستمناء ولا أدري أنه حرام، لم أكن أعرف أنّ السبب هو نظرة إلى شريط ٍ من عند أقربائي تسبب إلى فتح دروب للشيطان وما زلت أعاني من عدم استطاعتي لعفة فرجي على الرغم من أنني حججت هذه السنة وكنت عازمًا على عدم الرجوع إلى عصيان العزيز الرحمن، وكلما ارتكبت هذا الذنب سارعت إلى مناجاة العظيم الجبار فهل سيقبل ربي جل وعلا حجتي، وهل سيقبل توبتي، وهل يكفر ذنوبي ويتجاوز عن سيئاتي ، والله الذي لا إله غيره لأعذب طوال الليالي والأيام أحب إلي من أن تمر علي لحظة من دون ذكر الله تعالى، الثانية : أحتقر نفسي وأحزن عندما أرى أي شخص ٍ : لحيته أكبر من لحيتي، وعلمه أوسع من علمي، ومعاصيه أقل من معاصيّ، يكون داعيًا كالشيخ نبيل العوضي أو عالمًا كالشيخ ابن عثيمين، يهتدي إليه الكثير من الناس وفي ميزانه الكثير من الحسنات، وأنا أعصي الرب سبحانه وتعالى لحظة تلو الأخرى ، لكنني أطمح إلى محاربة الهوى وإرضاء الله جل وعلا فأعينوني أعانكم الله تعالى وأرشدوني ثبتنا الله وإياكم على طريقه المستقيم، وجزانا الله وإياكم كل خير وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك الله ونتوب إليك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنبشرك أن حبك هذا الشديد لله، ستجد بسببه حلاوة الإيمان في قلبك، فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.

واعلم -رحمك الله- أن من أهم أسباب تردي الإنسان صحبة الأشرار من شياطين الإنس، ولذلك يتفرقون يوم القيامة، وتنتفي بينهم كل خلة، ولا يبقى إلا خلة وأخوة أهل الإيمان، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}.

هذا ولا يخفى عليك حرمة الاستمناء باليد، أعانك الله على الانتهاء من ذلك، وانظر الفتوى رقم: 7170، فإن فيها وسائل للعلاج وتدابير للوقاية منه، وعليك بالتوبة النصوح من هذا الذنب ومن غيره، وأن تستعين بالله على ذلك، فهو خير معين، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 17308. واعلم أن ارتكابك لهذه المعصية أو غيرها لا يؤثر في صحة حجك.

ثم اعلم -رحمك الله- أن الحج المبرور يهدم ما قبله من الذنوب كما تفعل التوبة النصوح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟! وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟! وأن الحج يهدم ما كان قبله؟!. رواه مسلم.

وانظر أنواع الذنوب التي يكفرها الحج في الفتوى رقم: 23953 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني