الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تذهب البنت لدروس العلم بدون إذن أهلها

السؤال

هل يجوز الذهاب إلى دروس الدين بدون إذن أهلي مع العلم أني ابلغ من العمر 25 عاما وغير متزوجة وأحيانا أضطر إلى الكذب حيث إن والدتي تدقق جدا وتسأل كثيرا إلى أين أذهب

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى أمر النساء بالقرار في بيوتهن فقال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما حج بهن في حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.

وقد جوز لهن الخروج لبعض العبادات عند أمن الوقوع في الريبة، فجوز لهن الخروج للصلاة في المسجد وحضور صلاة العيد ومجالس العلم، إضافة إلى الحج والعمرة والحوائج التي يحتجن للخروج إليها، ويدل لجواز حضورهن مجالس العلم ما في البخاري عن أبي سعيد الخدري أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال يا رسول الله، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن النبي صلى الله عليه وسلم يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن. ويدل لجواز خروجهن للحاجات ما في حديث البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال لسودة: قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن.

ولا شك أن حضور مجالس العلم من أهم ما يساعد العباد على التفقه في دينهم وترقيق قلوبهم واستقامتهم، ولذلك فهو من آكد الضروريات، فإذا منع الأهل منه فينظر في الأمر، فإن كانوا قائمين بما يجب عليهم من تعليم البنت ما يهمها من أمور دينها فعليها أن تطيعهم، وإن قصروا في ذلك وأمكنها أن تستغني عن الخروج بالاستفادة من أشرطة أهل العلم والكتب النافعة وتسأل عما أشكل بواسطة الهاتف أو المراسلة الألكترونية فعليها أن تطيعهم أيضا وتحاول التلطف معهم برفق حتى تقنعهم بأهمية حضور مجالس العلم فيأذنوا لها بالحضور.

ويمكن أن ترغب والدتها أيضا في الحضور معها حتى تستفيد وتتأكد من استفادة البنت، أما إذا أصروا على منع الحضور لدروس الدين وكانوا يأذنون في الحاجات الأخرى فإنه يجوز الحضور للدروس من دون إذنهم، ويتفادى غضبهم بأنك خرجت لمهمة أخرى.

وأما الكذب فإنه يتعين البعد عنه ما أمكن والاستغناء عنه بالتعريض والتورية.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 47382، 45368، 35269، 7996، 47709، 14613.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني