الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على المرء أن يحسن الظن بأهله

السؤال

إذا أخبرني شخص قريب أنه يعرف عن زوجتي أمر سوء شاهدها عليه قبل زواجنا، وأنا أريد التأكد من هذا الكلام فما هو التصرف الإسلامي السليم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشخص الذي أخبرك عن تصرفات زوجك قبل زواجها قد وقع في محظورين:

الأول: الغيبة، وهي ذكره لها بما تكرهه هي، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات:12}، وقد عد العلامة ابن حجر الهيتمي الغيبة من كبائر الذنوب، كما في "الزواجر عن اقتراف الكبائر".

والمحظور الثاني: أنه هتك ستر امرأة مسلمة غافلة -إن ثبتت دعواه عليها- وكان الواجب عليه أن يسترها، وأن يقوم بواجب النصح نحوها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم.

أما أنت، فالواجب عليك إحسان الظن بأهلك، والإعراض عمن جاءك يطعن في أهلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، فلا تبحث في ماضي أهلك، قال صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا، ولا تحسسوا. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضاً: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح، فاطرح عنك وساوس الشيطان واقطع عنك دابره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني