الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يذكر الحبيب إذا خدرت الرجل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لو سمحتم نحن مجموعة من أهل السنة والجماعة نناقش مجموعة من المبتدعة وهم دائما يطعنون في شيخ الإسلام ابن تيمية وجاء أحدهم برواية موجودة في كتاب ابن تيمية (الكلم الطيب) وهذا نصها: الآداب الشرعية »الأذكار والدعاء والفضائل »الكلم الطيب» في الرجل إذا خدرت » في الرجل إذا خدرت عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال: يا محمد ، فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما، فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره فكيف نجيبهم ونحن ننهى دائما عن ذكر البشر فيما يتعلق بهذه الأمور كالتوسل بهم ونحوه؟كيف ذكر ابن تيمية هذه الرواية رغم أنه لم يصححها ولم يضعفها وهو من أوائل الذين نهوا عن هذه الأمور؟
بارك الله فيكم.وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأثر رواه البخاري في الأدب المفرد وابن السني بلفظ: ... فقال رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد... وإسناده ضعيف، فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن واختلط بأخرة وضعفه الألباني في تخريج الكلم الطيب.

أما أثر مجاهد ففي إسناده غياث بن إبراهيم وهو متروك رمي بالوضع، قال ابن معين: كذاب، فالأثر موضوع كما قال الألباني.

وإن صح الأثر فلا حجة فيه على جواز الاستغاثة بغير الله ودعاء الغائب والتوسل به، بل هو دال على أن ذكر الحبيب عند خدران الرجل من باب التداوي وهو من العادات المحضة عند العرب قبل الإسلام وبعده، وقد بين ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه (هذه مفاهيمنا): وقيل: إنه دواء مجرب صحيح حيث إن هذا مما ينشط حركة الدم، وقد ذكر الألوسي في (بلوغ الأدب في أحوال العرب) عدداً من الأشعار التي كانت تقال في الجاهلية والإسلام عن هذا الأمر منها:

رب محب إذا ما رجله خدرت نادى كبيشة حتى يذهب الخدر

أما ذكر ابن تيمية لهذا الأثر، فمن باب الطب والتداوي والعادات المجربة في الجاهلية والإسلام ولا يعتبر هذا توسلاً لعدم توافر القصد للتوسل.

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية حكم التوسل والمنع منه بياناً شافياً مفصلاً لا إجمال فيه فلا يترك هذا البيان لذكره أثراً ضعيفاً ليس في محل النزاع أصلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني