الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفوائد الربوية مال خبيث لا يملك

السؤال

أبى الآن لا يعمل ولدينا مال في البنك ونأكل من الفوائد فهل هذا حرام وإن أخرجنا المال من البنك فسوف يصبح المال يأخذ منه ولا يعوض وفي النهاية لا نجد ما نأكل به أو نعالج أنفسنا به مع العلم بأن أمي مريضة وتحتاج لعلاج وهذا العلاج حقنة ب 700 جنيه كل شهر ولمدة سنتين
فماذا نفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وضع المال في البنك الربوي وأخذ فوائد عليه حرام تحريما شديدا، لأنه إقراض بفائدة وهو عين الربا المحرم، وصاحبه مستحق للعقوبة المذكورة في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278-289}. وقوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله آكل الربا وموكله. رواه مسلم. وعليه، فالواجب على والدك سحب ماله لدى البنك الربوي وما جاءه من فوائد يجب التخلص منها في وجوه الخير، فإنها مال خبيث لا يملك.

واعلمي أن الله تعالى لم يحرم على عباده بابا من أبواب الحرام إلا فتح لهم أبوابا من الحلال، فحرم الربا وأباح البيع قال تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا {البقرة: 275}. فيمكنكم أن تستثمروا هذا المال في التجارة، ولن تخسروا بحول الله إذا كان الباعث لكم على التوقف عن الربا هو خوف الله وابتغاء وجهه، والدار الآخرة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني