الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الآباء لا يسوغ تقصير الأيناء

السؤال

للآباء واجبات تجاه أبنائهم فإن قصروا في هذه الواجبات يخفف عن الأبناء من العقاب إذا غضبوا منهم أو حملوا المشاعر الغاضبة التي نتجت عن هذا التقصير وماذا يفعل الأبناء إذا كان أحد الآباء قاسي القلب لا يبدي أي اهتمام لأولاده إذا غلب عليهم الغضب من هذا الأب؟
أفيدونا جزاكم الله عنا خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن على الآباء مسؤولية عظيمة تجاه أبنائهم، ومن أهم ذلك تنشئتهم على مبادئ الإسلام والأخلاق الحميدة، والأصل في هذا قول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}. وفي الحديث المتفق عليه: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع ومسؤول عن رعيته.

وعلى هذا، فلو قصر الآباء فإنهم يؤاخذون شرعا على ذلك، لكن لا يعطي ذلك مبررا للأبناء أن يقصروا في حقوق آبائهم، بل الواجب عليهم البر بهم والإحسان إليهم على كل حال.

ومن هنا يتضح فيما نعلم أنه لا يوجد دليل شرعي يقول بأن الأب إذا تخلف عن تأدية واجبه فإن ذلك ينقص درجة بره بحيث يجوز للأبناء التقصير في بره وعدم مراعاة مشاعره، بل على الولد مقابلة ذلك بالطاعة والإحسان.

ومثل هذا أيضا إذا كان الأب فظا غليظا، وقد ندب الشرع الآباء إلى الرفق بأبنائهم وتيسير برهم. ففي الحديث: رحم الله والدا أعان ولده على بره. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه. وضعفه غير واحد من أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني