الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو تفسير قول الرسول صلى الله عليه و سلم \" إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق\"
حيث إني أعرف شخصا يعتقد أنه إذا لم يفعل المسلم كل شيء صحيح في الدين فلا غبار عليه أن يفعل ما يشاء...مثلا...إذا كان يصلي فيجب أن يفعل كل شيء صحيح..أما إذا أراد أن يفعل شيئا يعتبر خطأ في نظر الدين فيجب أن لا يصلي !!....أرجو المشورة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تفسير الحديث قد سبق في الفتوى رقم: 39427.

وأما ما قاله الشخص فإنه باطل في مسألة ترك العاصي لبعض ما قدر عليه من الطاعة، فإن العبد مكلف بامتثال أمر الله في جميع شعب حياته عملا بقول الله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً {البقرة: 208}. وبقوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ {آل عمران: 119}.

ولكن تقصيره في عمل ما لا يسوغ تقصيره في الأمور الأخرى فهذا الذي قاله هذا الشخص من تلبيس إبليس على الناس، حيث يبعدهم عن الطاعات فيوهمهم بعد ذلك أن الله لا يغفر لهم، وأما التزامه بجميع الطاعات فإنه أمر شرعي يجب التزامه، فلا يليق بمن يصلي أن يقصر في الطاعات ولا أن يقارف المعاصي، بل عليه أن يجتهد في إصلاح صلاته حتى تكون ناهية له عن الفحشاء والمنكر. قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: 45}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني