الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة لمن بلغ مرحلة الخرف وإحسان أبنائه إليه

السؤال

والدي رجل كبير في السن ودخل مرحلة الخرف وهو مريض وأجريت له عملية كسر في المخروقة ولايستطيع الحركة ولايستطيع التمييز بين الليل والنهار بالاضافة إلى أنه يتبرز وهو راقد على سريره وأنا أتولى رعايته سؤالي الأول هو: هل تجب عليه الصلاة علما بأنه منذ أصبح مريضا ولايدرك ما حوله لايصلي وأنما في بعض الأحيان يطلب أن يتوضأ. السؤال الثاني هو أنه عندما أريد أن أساعده على التبول أو أن أقوم بنظافته أو إعطائه الدواء أو إذا ناداني ولم أذهب إليه سريعا يدعو علي وكذلك على والدتي دعاء مثل لعنكم الله وماعافي منكم فهل دعاؤه مستجاب؟ رغم أنني لست ابنته الوحيدة ولي أختان وأخوان ولكنني المقيمة معه وأفعل مافي وسعي لرعايته. السؤال الأخير إنني في بعض الأحيان يتمكن الشيطان مني فأرفع صوتي عليه ولا أعامله معاملة الوالد في الشريعة ثم أدرك مافعلت فاستغفر ربي وأستعيذ من الشيطان ولكن هذه الحالة تتكرر معي فماذا أفعل حتى أستطيع أن أدخل بوالدي الجنة وهل يحاسبني ربي بعد أن أستغفرت؟ رجاءا أفيدوني بالرد السريع ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب على هذا الرجل صلاة لفقدان العقل، ويتضح ذلك من خلال عدم إدراكه ما حوله، وكذا بعدم التفريق بين الليل والنهار، والعقل هو مناط التكليف فإذا زال العقل سقطت التكاليف كلها من صلاة وصيام وغيرها. والواجب عليك طاعته قدر استطاعتك، وما عدا ذلك فلست مؤاخذة به ولا محاسبة عليه. واعلمي أن حق والدك عليك عظيم فاتقي الله تعالى وقومي به خير قيام، فهو باب لك إلى الجنة فلا تفرطي فيه، واضبطي أخلاقك وأعصابك، واذكري أن والدك وصل إلى المرحلة التي أكد القرآن الكريم على الإحسان إلى الوالدين فيها وخفض الجناح لهما وبالقول الكريم ونهى أن ينهرا أو يقال لهما أف. قال تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {الاسراء: 23}. قال العلماء معنى الآية: لا تقل لهما كلاما تتبرم فيه بهما فإذا كبرا وأسنا فينبغي أن تتولى من خدمتهما مثل الذي توليا من القيام بشأنك وخدمتك ولا تنهرهما أي لا تكلمهما ضجرا صائحا في وجوههما. إذا علمت هذا أختى السائلة فلا تعودي إلى مثل ما ذكرت مع والدك من رفع الصوت عليه وعدم معاملته المعاملة اللائقة بمثله وما وقع من ذلك عن طريق الغلبة وعدم السيطرة على النفس فنرجو أن يغفره الله تعالى بالتوبة لكن يجب أن لا تعودي إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني