السؤال
كيف يمكن أن نستدل على وجود الجنة دون أن نستعمل القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن وجود الجنة ونعيمها هو من المغيبات التي لا مجال للعقل فيها، وإنما تثبت بنصوص الوحي من القرآن الكريم والسنة المطهرة الشريفة. قال الله تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ {محمد : 15}. وقال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ {القمر: 54}. وأخرج الطبراني بسند قوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم، بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة.
واعلم أن الاستدلال على وجود الجنة بالسنة لا يخرج عن كونه استدلالا عليها بالقرآن، لأن الله تعالى يقول: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر: 7} ويقول: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {النجم: 3-4}.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني