الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الأبوين والسفر لأجل الزواج

السؤال

أنا فتاة من سوريا عمري 35 عاماً أعيش فيها مع والدي ووالدتي وأخ واحد ولي أخوان اثنان يقيمان في الخارج وأخت واحدة تقيم بسوريا ولكن بمدينة أخرى منذ شهرين تعرفت على رجل يقيم بأوروبا وهو يود خطبتي والزواج بإذن الله والسفر للإقامة معه وتجمعني معه المودة والمحبة ولكن طبعا ضمن حدود شرع الله, لكن للأسف من حوالي أسبوعين توفي أخي المقيم معنا بنفس المدينة وبقينا أنا وأمي وأبي فقط هل هناك أي ذنب علي إن أردت الزواج من هذا الرجل والسفر معه وترك والدي ووالدتي؟
أرجو الإفادة فأنا في حيرة جداً أخاف أن أغضب الله, وبنفس الوقت أود الستر والزواج من ابن حلال تجمعني معه المحبة خصوصا بعد أن أصبحت أنا أيضا وحيدة هنا.
أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الرجل الذي ينوي الزواج بك صاحب دين وخلق، فينبغي لك قبوله زوجاً، وأما السفر معه إلى ذلك البلد، فإن كان البلد الذي يقيم فيه لا يمنع المسلمين من أداء شعائر دينهم، وكنت تأمنين على نفسك من الوقوع في المحرمات في حال إقامتك معه في ذلك البلد غير الإسلامي، فلا مانع من قبول الزواج به، هذا فيما يتعلق بالزواج بالرجل المذكور.

وأما بخصوص تركك لأبويك وسفرك عنهما في حال ما إذا تم الزواج ففيه تفصيل، فإن كان الأبوان في غير حاجة إلى خدمة أحد، فهذا لا إشكال في سفرك عنهما وتركهما ما داما وافقا على زواجك.

أما إن كانا محتاجين إلى من يقوم بخدمتهما ويرعى شؤونهما، فيمكنك التفاهم مع باقي إخوتك، وذلك بالتناوب على خدمتهما أو كراء شخص مأمون يتولى ذلك بالنيابة عنكم، وتكون الأجرة بينكم لأن إخدام الأبوين يدخل ضمن النفقة الواجبة لهما في حال عسرهما.

قال خليل بن إسحاق: وبالقرابة على الموسر نفقة الوالدين المعسرين... وخادمهما وخادم زوجة الأب. هـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني