الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق إلى الثبات على التوبة

السؤال

ماذا يفعل من عصى الله عن طريق البصر وعزم على عدم العودة إلى العصيان ولكنه يعود إليه، أرجو الإجابة على سؤالي هذا دون إحالتي إلى إجابة سؤال آخر أرجوكم لشدة حاجتي للإجابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من عصى الله تعالى ببصره أو غير ذلك من جوارحه فإن عليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، فقد قال الله عز وجل: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وشروط قبول التوبة: الإقلاع عن الذنب مباشرة، والندم على ما صدر من مخالفة شرعية، وعقد العزم الجازم على ألا يعود إليها أبدا فيما بقي من عمره.

فالتائب الذي يتذكر عظمة الله تعالى فيستغفره ولا يصر على قبيح فعله هو الذي يصدق فيه قول الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران:135-136}.

وإن غلبه هواه مرة أخرى وتاب توبة نصوحاً فإن الله تعالى يغفر له ما لم يصر على المعصية، وأما من يتوب بلسانه وقلبه مازال متعلقاً بالعودة إلى المعصية فإن عليه التوبة من ذلك أيضاً لأنه مستهزئ بالله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

ولهذا ننصحك بإخلاص التوبة وتحصيل شروطها والابتعاد عن ما يثير الشهوة ودواعيها والاشتغال بما يزيد الإيمان من العلم والعمل والخشية لله تعالى، فإذا حصلت هذه الأمور فإنك على خير وفي طاعة لله تعالى، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6402، 7007، 17998، 49074.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني