الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اطلاع الناس على العمل المراد به وجه الله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: أرجو من فضيلتكم الإجابة على سؤال يحيرني وهو كالآتي:منذ مدة قصيرة بدأت أذهب إلى مركز لمعالجة الأطفال المصابين بأمراض خبيثة لتقديم مساعدتي المعنوية والمادية (ليس بالكثير على قدر دخلي الشهري)، بدون علم أي شخص حتى أقرب المقربين، فأنا أحب أن أتصدق دون أن يعلم أحد لأن هذه الصدقة أفضل من الصدقة في العلانية، المشكلة هي أن أطفال هذا المركز هم من الطبقة الفقيرة ويحتاجون إلى الكثير من المساعدة وأنا وحدي لن أستطيع، ففكرت بأن أوسع الدائرة وأخبر الأخرين من المقربين بأن يتبرعوا ولو بالقليل من راتبهم الشهري لهؤلاء الأطفال وأنا أتكفل بجمع المال وشراء ما يحتاجون وبالتالي سأضطر لإخبارهم بعملي هذا التطوعي وأضيع أجر صدقة السر وأخاف الناس أن يعتبروني أني أتباهى بهذا العمل وأخاف حتى من نفسي الأمارة بالسوء أن تجعلني أحس بالغرور،أرجو مساعدتي يا فضيلة الشيخ فأنا في حيرة من أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تقومين به من عمل نافع لصالح أولئك الأشخاص المحتاجين أجره عظيم عند الله تعالى، فينبغي لك الصبر عليه ومواصلته، وما دمت لا تقصدين من هذا العمل إلا التقرب من الله ولا تقصدين رياء ولا مباهاة فلا يضرك اطلاع الناس على هذا العمل.

بل إنك تثابين على حث الناس وتنبيههم إلى أهمية التبرع لهذا الغرض النبيل؛ لأنك بذلك تكونين داعية إلى طاعة، فلك أجرها وأجر من عمل بها، وإظهار الصدقة يكون أفضل من الإسرار في بعض الأحيان، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 26758.

وعليك الحذر من مكايد الشيطان فإنه لن يألو جهداً في تثبيطك وسد الطريق أمامك لكي تتركي تلك الطاعة العظيمة فتنبهي لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني