السؤال
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)، فيمن نزلت هذه الآية؟
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)، فيمن نزلت هذه الآية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر البغوي، وابن الجوزي، والسيوطي في تفاسيرهم عدة أقوال في سبب نزول هذه الآية، قال البغوي: قوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ. قال ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وذلك أنه كان في أذنه وقر، فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقوه بالمجلس، أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فيسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم وقد فاتته ركعة من صلاة الفجر، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة، أخذ أصحابه مجالسهم، فضن كل رجل بمجلسه، فلا يكاد يوسع أحد لأحد، فكان الرجل إذا جاء فلم يجد مجلسًا يجلس فيه، قام قائمًا كما هو، فلما فرغ ثابت من الصلاة، أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه وبينه رجل، فقال له: تفسح، فقال الرجل: قد أصبت مجلسًا، فاجلس، فجلس ثابت خلفه مغضبًا، فلما انجلت الظلمة، غمز ثابت الرجل، فقال: من هذا؟ قال: أنا فلان، فقال ثابت: ابن فلانة، وذكر أمًّا له، كان يعير بها في الجاهلية، فنكس الرجل رأسه، واستحيا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم، الذين كانوا يستهزؤون بفقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مثل عمار، وخباب، وبلال، وصهيب، وسلمان، وسالم مولى أبي حذيفة؛ لما رأوا من رثاثة حالهم، فأنزل الله تعالى في الذين آمنوا منهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ.
وروي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عيّرن أم سلمة بالقصر.
وعن عكرمة، عن ابن عباس: أنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب، قال لها النساء: يهودية بنت يهوديين.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني