الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لايترك الإسدال طاعة للوالدين

السؤال

بارك الله فيكم على مجهودكم وإرسال الإجابة وإحالتي على سؤال آخر استفدت منه .. لكنني في الحقيقة أريد التنبيه على شيء بسيط .. وهي بأنني لست متنقبة بعد.. وإنما القصد بكلمة الإسدال هو الحجاب الذي يشبه حجاب الصلاة ... وأهلي يعترضون عليه ولا يعجبهم .. ولقد قامت والدتي بعد أن ارتديته مرتين بتخبئة الحجاب لعدم جعلي أخرج به...الشيء الذي أريد أن أتأكد منه حتى أكون مرتاحة القلب.. هو هل أكون آثمة إن رفضت الخروج معهم أوعدم تلبية طلبهم للذهاب معهم بحيث يغضبون كثيرا ويقولون بأنهم لن يرضوا عني ما دمت كذلك "ملتزمة بالإسدال , وعدم الخروج من البيت إلا به" .. ويريدون مني أن أرتدي الحجاب المعاصر المزين المزركش .. وللأسف جميع ما لدي مزركش ... إلا آخر اثنين الذي عملت والدتي على تخبئتهم... عادتي أن لا أخرج من البيت .. وإذا خرجت يكون بطلب من والداي لزيارة أحد أصدقاء العائلة أو الأقارب. ولقد حصل موقفان مع والداي هذا الأسبوع بأنني رفضت الخروج معهما .. وغضبا مني غضبا شديد لعدم تلبية طلبهم ... .. فهل أكون آثمة لعدم تلبية طلبهم .. لأنه سيحدث هذا الموقف كلما يريدون الخروج .. فما هو الحل الأسلم لما يحدث معي.
وجزاكم الله خيرا. شيء آخر .. هل إن حدثت الشيخ الموجود في الجامع بخصوص موقف والداي عن نظرة الحجاب .. وعلى تخبئتهم للإسدال فكرة مناسبة أم لا ... مع العلم بأن الشيخ ووالدي أصدقاء .. فهل تكون إساءة له إن أخبرت الشيخ بما فعله تجاه الإسدال ..
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإضافة إلى ما أجبنا به الأخت في الفتوى رقم: 60274، وبناء على ما بعثت به من إيضاح للسؤال نقول: فما دام أن الأمر يتعلق بموضوع الحجاب وليس النقاب، فلا تلبي طلب والديك بالخروج دون حجاب، وليس عليك إثم من عدم تلبية طلبهم، ولا تكونين آثمة بعدم رضاهم عنك في هذا الأمر، فإنما الطاعة في المعروف وأمرهما هذا ليس من المعروف بل من المنكر، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما هو معلوم.

أما مسألة تحديث شيخ الجامع بهذا الأمر فلا نرى أنها فكرة مناسبة، خشية أن يكون في ذلك إحراج لوالدك إلا في حالة اعتقادك أن هذا الإمام يستطيع التأثير على والدك وإقناعه، فيمكن أن توصلي إليه الفكرة دون إخباره بموقف والدك وتصرفه حيال الموضوع، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني