الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز حمل الصبي أثناء الصلاة

السؤال

أم لها طفل غير طبيعي { مغولي}، يحرك أمه أثناء الصلاة، فماذا تفعل، وهل عليها شيء؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حمل الصبي أثناء الصلاة أو تعلقه بالمصلي جائز شرعاً، لما رواه الشيخان من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس، وأمامة بنت أبي العاص (وهي ابنة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها.

ولما رواه أحمد في مسنده والنسائي في سننه والحاكم في مستدركه من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.. ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

وخالف المالكية في ذلك فخصوا جواز حمل الصبي بالنافلة دون الفريضة، وتعقبهم النووي فقال: وهذا التأويل فاسد لأن قوله يؤم الناس صريح في أنه كان في الفريضة، كما أن دعوى النسخ والخصوصية باطلة؛ إذ لا دليل عليها ولا ضرورة إليها.

كما تعقب الخطابي أيضاً في دعواه أن هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم عن غير قصد، قال النووي: وهو باطل ودعوى مجردة، ومما يردها قوله في صحيح مسلم: فإذا قام حملها.

فالصواب الذي لا محيد عنه أن الحديث كان لبيان الجواز.

هذا عن حمل الصبي أثناء الصلاة، وأما تحريك الصبي لأمه أثناء الصلاة فإن كان لا يؤدي إلى استدبار القبلة أو حركة كثيرة بحيث لو رآها الناس لظنوها خارج الصلاة فلا شيء فيه، قال النووي: إن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيراً أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف. وضابط الكثرة والقلة في ذلك هو العادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني