الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغلظ الحرمة بضرب الزوج لزوجته بدون مسوغ وسبها وأخذ مالها

السؤال

أنا متزوجة من أربع سنوات ومنذ بداية الزواج والخلافات بدأت بين زوجي وأهلي على تفاصيل العرس وغيره ولكن استمر الزواج بمشيئة الله تعالى . ولكن استمرت بعد ذلك الخلافات بيني وبين زوجي فكان يأخذ ولا يزال راتبي رغما عني ثم أخذ ت جزءا منه ولكنه لا يرضى عن ذلك وغير ذلك أنه لأقل سبب يمنعني من زيارة أهلي لفترة قد وصلت مرة لسنة تقريبا وأعاود زيارتهم ويعاود منعي عنهم غير أنه كثير السب لي ولأهلي وحريص جدا في الإنفاق ولا ينفق على أشيائي الخاصة شيئاً من راتبه بحجة أنني أعمل كل هذا جعل الخلافات بيني وبينه تزداد حتى فقد كل منا احترامه للآخر من سب وضرب وأنا قمت بترك البيت حوالي سبع مرات وذهبت للشرطة والمحاكم أكثر من مرة فهو من جهته يعدني بالتغيير ولا يفي بوعده وأنا أعده بأني لن أعود لأخرج من البيت مرة أخرى وأفعلها ثانية فلم يعد لكل منا ثقة بالآخر فما الحل ولدينا ولدان ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمسلم أن يسب المسلم ولا أن يأخذ ماله بغير رضاه لما في ذلك من الاعتداء على عرض ومال المسلم، ففي السب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق. رواه مسلم. وإذا كان هذا محرما في عامة المسلمين فهو فيمن حقه التبجيل والعشرة الطيبة كالزوجة وأهلها أولى. وفي شأن المال يقول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}. وفي الحديث: لايحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه. رواه الترمذي.

وعلى هذا.. فإن كان ما نسبت إلى زوجك من أخذ المال والسب حقا، وكذلك الضرب إن كان لغير مسوغ شرعي فهذا أمر مخالف للشرع يجب عليه منه التوبة والاستغفار، كما تجب عليك أنت أيضا التوبة بسبب الخروج من البيت بغير إذن زوجك.

ولتعلمي أن الزوج لا يجب عليه أن ينفق على أمورك الخاصة ما دامت خارجة عن النفقة المعروفة. وعلى العموم فعليكما أن تعلما أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر وتحمل ومواجهة الصعاب والمشاكل بهدوء وروية، وليس بالشتم والضرب ومقابلة الإساءة بالإساءة، بل لا بد من الصفح ومحاولة التفاهم. فمثلا ينبغي من جانبك على سبيل الترضية وطلب الأجر مساعدة زوجك بجزء من راتبك حتى تكسبي وده بذلك، لأنه ورد في الحديث: تهادوا تحابوا. رواه البخاري في المفرد. كما ينبغي من جانبه هو أن يكرمك ويحسن إليك، وأن يكون عونا لك على صلة الرحم الواجبة وغير ذلك مما يقوي الصلة بينكما، وينمي المحبة والمودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني