الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشاد الزوجة بما يتوجب عليها تجاه زوجها وأهله

السؤال

زوجت ابني من فتاة تعرفت عليها. حسبتها من أسرة طيبة. صدرت منها تصرفات دنيئة. وأظهرت عن أخلاق سيئة. من بينها عدم احترام زوجها وعائلته. والكبر والتكبر. ومنذ شهرين وقع بيننا اختلاف. استرجعت كتبي التي استلفتها من عندي. فوجئت بها وهي تسبني وتشتمني أمام ابني وعائلة زوج ابنتي. وتتلفظ بكلام غير لائق. كانت صدمة قاسية وابني لن يفعل شيئا. المرجو إرشاد ابني وإياي فيما يجب فعله. ومنذ تلك اللحظة وأنا لم يغمض لي جفن.
ولكم جزيل الشكر..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ينبغي لكم فعله تجاه هذه المرأة هو إرشادها ونصحها بأسلوب حسن وبرفق ولو بطريقة غير مباشرة عن طريق زميلة لها -مثلا- بما يتوجب عليها تجاه زوجها وأهله، فربما صدر منها ذلك جهلا، والمطلوب أن يبين لها أمور.

أولها: ما لزوجها عليها من حق في طاعته واحترامه، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 4180.

ثانيها: أن المرأة التي تسعى لإرضاء أم زوجها هي في نفس الوقت تسعى لإرضاء زوجها، وأن في احترامها لوالدته احتراماً له.

ثالثها: أنه ليس من أخلاق المسلم السب والشتم، فقد روى أحمد والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء.

رابعها: أن الكبر من كبائر الذنوب ويمنع صاحبه من دخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. رواه مسلم. وينظر تفصيله في الفتوى رقم: 10706. فإن لم يُجْدِ النصح معها، ولم تكف عن هذه التصرفات لاسيما في حق الأم فعلى زوجها أن يزجرها عن ذلك ويردعها لصيانة مكانة الأم، وسبق في الفتوى رقم: 7068. ونوصي الأم كذلك بالصبر ومعالجة الأمر بروية وتقديم مصالح ولدها على غيرها من الاعتبارات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني