الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ستر المرأة وجهها ويديها

السؤال

لقد أرسلت لسيادتكم سؤالا عن تفسير القواعد من النساء، وقد تفضلتم بشرحها، ومن ضمن الاجابة أن قال الألوسى يعنى الثياب الظاهرة التي لايفضي وضعها كشف العورة كالجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار " سؤالي هنا هل هذا معنى صريح بوجوب وجود القناع الذي يغطي الوجه للمرأة المسلمة ؟ وفي تفسير الجصاص أنه قال على أنه أباح للمرأة العجوز كشف وجهها ويدها لأنها تشتهي " وهل هذا أيضا يعتبر دليلا آخر على وجوب القناع للمرأة المسلمة ؟ أفيدوني لأنني مقتنعة تماما بوجوب غطاء الوجه للمرأة المسلمة وهو ما تتضمنه آيات القرآن الكريم ولكن العلماء في مصر بالذات يوجبون كشف الوجه والكفين على عكس العلماء بالسعودية وأنا أميل لرأيهم.
أفيدوني وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فستر الوجه والكفين واجب بلا خلاف إذا خشيت الفتنة، وأما إذا لم تخش الفتنة، فإن المالكية والحنفية لا يوجبونه، خلافا للشافعية والحنابلة. وكنا قد بينا هذا من قبل وما استدل به كل فريق، فراجعي فيه فتوانا رقم: 4470. ولو كانت الآية التي ذكرت تدل دلالة صريحة على وجوب تغطية الوجه والكفين لما وقع خلاف بين أهل العلم فيه، وإنما يمكن أن يستنبط منها بطريق الإشارة أن الترخيص للنساء الكبيرات يدل على أن غيرهن وهن الشواب من النساء مأمورات بالحجاب وستر الوجه، منهيات عن وضع الثياب. وهذا المعنى هو الذي نرجحه نحن لما صحبه من الأدلة، ومع ذلك فإننا لا ندعي أن الآية صرحت بذلك. وفيما يخصك أنت، فعليك أن تعملي بالقول الذي ذكرت أنك تميلين إليه لأنه أحوط لك في دينك، فقد روى الترمذي في سننه عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قا: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، دع ما يريبك إلى ما لايريبك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وان أفتاك المفتون. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني