السؤال
عذرا لأنني أعدت السؤال لأن البريد الذي كتبته في المرة الأولى ليس صحيحا
في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. (ثلاث مرات) قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. رواه مسلم.
أرجو شرحه وتوضيح الإسبال بالمعنى الصحيح والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب.
وجزيتم الجنة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى المسبل ـ كما قال النووي: المرخي إزاره الجار طرفه خيلاء، ويلحق بالإزار ما كان مثله مما يسبل ويجر كالقميص والعمامة ونحوه، لما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، ومن جر شيئا خيلاء لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة. وصححه الشيخ الألباني.
ولا يشمل ذلك ذيل المرأة المطال للستر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: شبرا، قلت إذا ينكشف عنا، قال: ذراع، لا تزيد عليه. أخرجه الترمذي وصححه الألباني. وللاستزادة في معنى الإسبال وحكمه وأقوال أهل العلم فيه والصلاة خلف المسبل نرجو مراجعة الفتوى رقم: 5943 والفتوى رقم: 7445.
وأما المنان فهي صفة مبالغة من المن، وهو الذي لا يعطي شيا إلا منه كما قال المباركفوري، وقيل هو الذي إذا كال أو وزن نقص.
قال الخطابي في معالم السنن: ويتأول على وجهين: أحدهما: من المنة، وهي إن وقعت في الصدقة أبطلت الأجر، وإن وقعت في المعروف كدرت الصنيعة وأفسدتها. قال: والوجه الآخر أن يراد بالمن النقص يريد النقص في الحق والخيانة في الوزن والكيل ونحوهما، ومن هذا المعنى قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ {القلم: 3} أي منقوص.
وقد بينا في الفتوى رقم: 21126 أن من المن ما هو مذموم ومنه ما ليس كذلك، فنرجو مراجعتها.
وأما المنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر: فهو الذي يروج مبيعه وبضاعته بذلك كما في تحفة الأحوذي، ومن صور ذلك أن يحلف كذبا أنه اشتراها بكذا وكذا، أو أنه أعطي فيها كذا وكذا، أو أنها أصلية وجيدة ونحو ذلك، مما يرغب فيها فتشترى منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة. متفق عليه. وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 53333.
وبقي في الحديث قوله: لا يكلمهم ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. ومعنى ذلك كما قال النووي: أي لا يكلمهم تكليم أهل الخيرات بإظهار الرضا، بل بكلام أهل السخط والغضب، ولا ينظر إليهم فيعرض عنهم لأن نظره لعباده رحمة ولطف، ولا يزكيهم أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم، وقيل: لا يثني عليهم. ومعنى عذاب أليم أي مؤلم. قال الواحدي: هو الذي يخلص إلى قلوبهم وجعه.
والله أعلم.