السؤال
نحن في بلد إسلامي يتبعون المذهب الحنفي، مع العلم بأننا في بلدنا نتبع المذهب الحنبلي، ولذلك نجد إختلافا كثيرا في العبادات كالصلاة مثلا، كعدم قول آمين جهراً والدعاء الجماعي بعد كل صلاة وجعل الإقامة كالأذان، مع العلم بوجود الكثير من الشركيات والبدع كالاحتفال بالموالد واستخدام مكبرات الصوت بين الصلوات المفروضة في قراءة القرآن والأناشيد والتراتيل، مع العلم بقلة علمنا بمذهبنا وجهلنا التام بالمذهب الآخر وعدم قدرتنا على الحصول على مراجع دينية تفيدنا لأنها بلد غير عربي، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -أخي الكريم- أن هذه المذاهب المتبعة اليوم، والتي من بينها المذهب الحنبلي والمذهب الحنفي، منسوبة لأئمة عظام كان لهم بالغ الأثر في ازدهار الفقه ونمائه وتقدمه، وقد أسسوا مدارس فقهية انضوى تحت لوائها فقهاء كبار.
ورغم ما لهذه المذاهب وأصحابها من الفضل، فإنه لا يجب التزام مذهب معين منها، وإنما الذي يجب أن يلتزم هو الكتاب والسنة، وحيث ظهر الدليل فهو المعول عليه، ولا يجوز العدول عنه إلى قول أحد كائناً من كان، فلا يدفع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقول أحد، ولا عذر لأحد عند الله في اتباع قول يعلم أن الدليل ثابت بخلافه.
والاختلاف بين المذاهب مبني على الاجتهاد والنظر في المسائل التي تقبل ذلك مما لا نص فيه ولا إجماع، ولا يصح أن تكون فيها شركيات أو بدع، فالشركيات والبدع هي من إحداث العوام والفساق، وليست من المذهب الحنفي ولا غيره من مذاهب السنة.
وهذه الأمور التي نسبتها إلى أولئك الذين وصفتهم بأنهم اتباع المذهب الحنفي، ليست كلها بدعا، وقد تقدم الكلام على أحكامها في فتاوانا السابقة، فلك أن تراجع في حكم الجهر أو الإسرار بالتأمين في الفتوى رقم: 12241.
وراجع في حكم الدعاء الجماعي بعد كل صلاة فتوانا رقم: 26399 ، وراجع في الأذان والإقامة عند أهل السنة فتوانا رقم: 6251 ، وراجع في استخدام مكبرات الصوت بين الصلوات بقراءة القرآن فتوانا رقم: 11511.
وراجع في حكم الاحتفال بالموالد الفتوى رقم: 1563.
والله أعلم.