الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحل تقديم الخمر مطلقا

السؤال

الرجاء الرد علي هذا السؤالأنا أعمل بأحد الفنادق ولكنني لا أعرف طبيعة العمل هل هي حلال أم حرام فأنا موظف استقبال وأحيانا أقدم خمورا قليلة جدا يكاد تكون مرة واحدة في الشهر ويمكن أقل من مرة على حسب الزبون هنا في ايطاليا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتقديم الخمر حرام، سواء كان في الشهر مرة أو حتى في السنة، بل ولو في العمر مرة، قال أنس رضي الله عنه: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له. رواه الترمذي وابن ماجه.

أما عن العمل في الفندق كموظف استقبال فهو جائز من حيث الأصل، لكن إذا كان في ضمن ذلك عمل محرم كتقديم خمر، فيكون العمل حينئذ حراماً من هذه الجهة، فإذا امتنعت أثناء تأديتك لعملك عن تقديم الخمر، أو أي عمل محرم آخر فلا حرج عليك في هذا العمل.

والذي ننصحك به هو أن تبحث عن عمل آخر، ولو لم تقدم الخمر، ولم تركتب محرما آخر، لأن هذه الأماكن غالبا ما تكون مليئة بالفساد والمنكرات.

والحلال القليل خير من المشتبهات وفيه البركة، وتذكر أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2-3}.

وفي الختام نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفتح علينا وعليك أبواب فضله ورزقه، وأن يصرفنا وإياك عن الحرام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني