الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهم السنن التي يتأكد الحرص عليها

السؤال

ماهي أفضل السنن أو بالمعنى الأصح ماهي أساسيات السنن التي يجب اتباعها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وماهي أولويات هذه السنن...؟ و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن دين الإسلام يقوم على أصلين عظيمين، عبادة الله وحده لا شريك له، وألا يعبد سبحانه إلا بما شرع في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل الطرق إلى الله مسدودة، إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وما من عمل ولا قول إلا ينصب له ديوانان: لم؟ وكيف؟ فالأول: سؤال عن الإخلاص. والثاني: سؤال عن المتابعة.
قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [آل عمران: 31].
وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور: 63].
وقال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2].
وأحسن العمل: أخلصه وأصوبه، والخالص: ما كان له، والصواب: ما كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الفضيل بن عياض وغيره.
وقال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [الكهف: 110 ].
وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: 7].
وفي الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" فلا نجاح ولا فلاح، ولا قبول، ولا نجاة، إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغير وكبير ودقيق وجليل.
وعليه فإن أعظم ما يجب الاتباع فيه: ما افترضه الله تعالى من الإيمان به وبأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر. فليس لأحد أن يخرج عما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا أن يقدم عليه رأيا أو معقولاً أو ذوقاً.
ثم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أداء ما افترض الله من الصلاة والزكاة والصوم والحج، كما أمر بذلك في قوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وقوله: "خذوا عني مناسككم".
وكل ركن من أركان الإسلام العملية شرع له سنن من جنسه، فإذا أديت الفرائض ندب إلى فعل السنن، فهناك السنن الرواتب، والوتر وقيام الليل، وهي من جنس الصلاة، وهناك الصدقة، والإحسان بالإنفاق، وهذا من جنس الزكاة، وهناك صيام التطوع بأنواعه وهو من جنس صيام رمضان، وهناك حج النافلة والعمرة بعد الفريضة.. وهكذا.
والحاصل أن الاتباع مطلوب في كل الأمور، لكنه كلما كان العمل واجباً ومؤكداً كان الاتباع آكد وألزم.
وللوقوف على سنن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي معرفة سيرته، وتعلم هديه في عبادته، ومعاملته، وأكله، وشربه، ولباسه، وهيئته. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني