الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كسب من وصل إلى بلد ما بوسيلة محرمة

السؤال

يوجد شخص هاجر إلى إحدى الدول للعمل والاستقرار فيها وقد تحمل مصاريف السفر من تذاكر وغيرها و هو يعتقد أن جزءا من هذه التكلفة مشبوه المصدر أو حرام
وهو يعمل بيده في هذا البلد ولا دخل لماله القادم به من بلده في عمله غير أنه أوصله لهذا البلد وسمح له بالبقاء فيه والإقامة
هل ماله الذي يكتسبه من عمله حرام ؟
وجزاكم الله خيراً
هل رزقه حرام

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يبين لنا الأخ السائل من أي نوع من أنواع المال الحرام ماله حتى نجيبه إجابة وافية، وعلى كل حال، فالمال الحرام إن كان نقدا وهو الظاهر من السؤال، فهو يتعلق بذمة حائزه لا بعين النقد، فإنه لا يتعين، بمعنى أن من اكتسب عن طريق محرم مثلا ألف ريال من الحرام فإنه يجب عليه أن يدفع إلى الفقراء والمساكين ألف ريال، ولا يشترط أن تكون تلك التي اكتسبها بعينها ورقمها، وكذلك من سرق أو نهب ألف ريال من شخص فإنه يلزمه أن يرد إليه ألف ريال، وهكذا..

وعليه، فالواجب على الشخص المسؤول عنه أن يتوب أولا إلى الله عز وجل من كسب المال الحرام، ثم يلزمه رد المال إلى أصحابه إن كان له صاحب، فإن لم يكن له صاحب معين تصدق به على الفقراء، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 3519 والفتوى رقم: 18275.

فإذا تقرر ذلك فإن ما اكتسبه هذا الشخص من عمله المباح حلال ولا تعلق لهذا المال بالمال الأول المحرم، وكونه قد وصل إلى البلد بوسيلة محرمة لا يجعل ما يكتسبه منه بوجه حلال أمرا محرما، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني