الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترفيه عن النفس ضمن تعاليم الشرع مباح وقد يكون مستحبا

السؤال

كيف يكون الاعتدال في الالتزام و ما مدى الترفيه عن النفس في ظل الالتزام بأوامر الله والدعوة إليه وكيف يكون الترفيه عن النفس وماهي الوسائل الممكنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الاعتدال في الالتزام يعني الاستقامة على منهج الوسط، والبعد عن الميل والانحراف، قال تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) [الفاتحة: 6/7].
فالإسلام يرشد المؤمن إلى أن يسلك طريق أهل الحق، بلا إفراط ولا تفريط ، كما حصل من الأمم السابقة من اليهود والنصارى، ومن وافقهم من ضلال هذه الأمة ، فيلتزم بهدي من رضي الله عنهم، وأنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وليعلم المؤمن أن لله عليه حقوقاً، وللخلق حقوقاً، ولنفسه التي بين جنبيه حقوقاً. فيقوم بأداء ما افترضه الله عليه من فرائض، ويتقرب إليه بنوافل العبادات، قال الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه…" رواه البخاري.
وكما افترض الله جل ذكره واجبات حدَّ حدوداً لمحارمه حتى لا يُعتدى عليها. فعن أبي ثعلبه الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وعفا عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا فيها) رواه الحاكم.
وكذلك يعطي حق من له حق عليه من خلق الله، كالوالدين والزوجة والأبناء، وأرحامه وجيرانه وصداقته، ونحو ذلك ممن لهم عليه حق. ويؤتي لهم ما يحب أن يؤتوا إليه.
ويعطي نفسه حقها من الترويح المباح، البعيد عن كل ما يغضب الله . ولايتجاوز حدود الاعتدال فيما يباح ، فإن ذلك مما ينبغي للعاقل أن يصون نفسه ووقته عنه، فوازن بين الحقوق التي عليك، فقد صدّق الرسول صلى الله عليه وسلم قولَ سلمان عندما قال لأبي الدرداء : إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه" رواه البخاري.
وأما كيف يكون الترفيه عن النفس، فإن المهم في ذلك ألا يكون على حساب واجبك نحو خالقك، وأن يكون بوسائل غير محرمة. ووضع برنامج لذلك أمر لا ينضبط بحال، لأنه يختلف باختلاف حال الشخص الواحد من وقت إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، وكل بحسبه.
ومن الترفيه المباح: الخروج للصيد مع المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والسباحة، والخروج إلى المتنزهات، والقيام بالرحلات التي تشتمل برامجها على الترفيه مع مراعاة الضوابط الشرعية، ومع الرفقة الصالحة، والرياضة بأنواعها، وبرامج الترفيه العقلي بالكمبيوتر وغيره.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني