الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يستخدم أغراض والده في تجارته

السؤال

هذا سؤالي ولكن أريد الجواب عليه خلال يومين لأني مضطر إليه جداً ولحصول مشاكل كبيرة، وتفاديا للمهالك فأرجو الإجابة عليه في أسرع وقت أي خلال يومين تكسبون الأجر والثواب وتفاديا لكثير من المشاكل التي ستقع لا محالة فأرجو منكم سرعة الجواب خلال يومين من أجل تفادي المخاطر والمشاكل.
السؤال: أعمل لدى والدي في مكتبة لبيع الكتب المتنوعة وأنا مجتهد في عملي جداً وأدبر للمكتبة بيع الكثير من الكتب بأسلوبي الجميل ولقد مضى على عملي لدى والدي أكثر من عشر سنوات المهم كان الوالد عصبي المزاج بعد العمل الكثير والتعب المجهد ولا يقدر عملي مع أني كنت أفكر في العمل في الليل والنهار والمشكلة الكبيرة التي كانت تقع أن والدي كان يدخل مشاكل البيت بمشاكل العمل فإذا أصبحت بيني وبينه مشكلة في البيت دخل العمل بها وطردني من العمل وأرجع بواسطة إخوتي وإخواني عن طريق المكالمة عبر الهاتف أو جمعي أنا والوالد والعكس صحيح حيث إنه إذا أصبحت مشكلة في العمل دخل المنزل وطردني منه هذه هي معاناتي وفي بعض الأحيان كان يضع اللوم على والدتي ويخاصمها من أجلي وكان يقول لي أنني سأسبب له الموت وأن غضبه علي اقترب مع أني أسعى ليل نهار لراحته في البيت وأن أقوم بكل الأعمال لكي يرتاح ولا يجهد نفسه وأخيراً بعدما طردت الكثير من المرات وكنت أرجع طردت هذه المرة منذ أسبوعين تقريباً من أجل أمر برأيي أنه تافه جداً وهي مشكلة حصلت في المنزل وليست في العمل وقررت عدم العودة للعمل مهما كانت الأسباب مع أنه ليس لدي مؤهلات لكي أخرج وأستأجر منزلا وأشتري سيارة في الوقت الحالي فبما أنه لدي خبرة عن طريق الإنترنت فقررت أن أدخل التجارة الإلكترونية من أوسع أبوابها وأن أعمل لوحدي ولا أعمل أجيراً عند أحد وأن أثبت جدارتي أمام والدي وأثبت له مدى عملي وجدي بالعمل فأصبحت آتي للعمل ليلاً وأدخل الإنترنت مع التوضيح أن الرزق هو رزق والدي من بيت ومكتب وكمبيوتر وهاتف وفاكس وسيارة فقد كنت في هذه الأيام أدخل الإنترنت وأدخل المواقع الإسلامية وأعرض عليها الكتب وغيرها مع أني اتفقت أنا وأخي بأن يعطيني خصم 40 بالمائة ويعاملني مثل معاملة المكاتب التي نعاملها ووافق واشتريت منه بعض الكتب ووضعتها لديه بالأمانة وأصبحت أبيع منها لكي أسدد له المهم وفقني الله تعالى وأصبحت آتي بمبيعات للدار عن طريق الإنترنت ولم أقترب إلى زبائن الدار بل قررت الابتعاد عنهم وأن آتي بزبائن من عندي وأكرر قد وفقني الله تعالى لهذا الأمر وأصبحت المدارس وبعض الهيئات تطلب مني الكتب وأخر شيء عملته أن دبرت بيعة 117 كتابا لزبون ب 1500 ريال قلت لأخي خذ ثمن الكتب بعد خصمي الخاص وأعطني الربح الذي حصلته وهو عبارة عن 300 ريال تقريباً وأتفاجأ بقوله لي إن عملك توجد به حرمة أي يقول إن عملي حرام حرام حرام حرام حرام حرام فجلست ساعات وأنا أفكر أين الحرام من الأمر كله هل فعلاً حرام وأصبحت أسأل نفسي هل من المعقول أن هذا حرام فوضعت الألف والخمسمائة في صندوق المكتبة ولم آخذ شيئاً من الأموال علماً أن فرحتي هي عملي وأني أدبر بيعات للمكتبة أكثر من فرحي بالمال الذي سوف أجنيه ولدي بعد شهور حفلة زفافي التي ستكلفني الكثير فهل من المعقول أنني بعد أن آتي للدار بمبيعات بجهدي وبتعبي وآتي لها بالمال الذي لم يكن متوقعا يكون عملي حراما قلت ماهو السبب لأخي فكان جوابه لأنك تستعمل هاتف المكتبة والإنترنت الخاص بالمكتبة والفاكس الخاص بالمكتبة ولأنك تجلس بالمكتبة ولأنك تستعمل سيارة المكتبة؟ أوليس هذا كله رزقنا هل هذا مال غرباء إنه رزقنا هذا رأي أخي أن عملي حرام لهذه الأسباب؟ فقدت صوابي أصلاً الطلبية لم تكن لا على البال ولا على الخاطر فقد أتيت بها أنا وأدخلت واردا ماديا للدار حوالي 20000 عشرين ألف ريال لم تكن من الأصل موجودة ولكن أتيت بها بعملي مع أني أعرف أن الله تعالى هو مقسم الأرزاق ولكني أنا أفدت الدار ولم أضرها ولم أسرقها فكيف يكون عملي حراما؟ الحرام أن يأتي شخص وأنا في المكتبة ويشتري الكتب وأرفع السعر عليه وأضع المال في الصندوق والمبلغ الزائد في جيبي هذا هو الحرام بأم عينه لأن الزبون أتى أصلاً إلى المكتبة وهو زبون المكتبة هنا يقع الحرام لكنني ان الذي آتي بالزبون والزبون جديد ليس له أي علاقة بالمكتبة هذه هي المشكلة أرجو أن تكون واضحة ومفهومة ولو لدي المال الكافي لكنت خرجت وأستأجرت واشتريت الكمبيوتر وعملت لوحدي وأتيت مثل الزبون واشتريت من أخي ولكن ليس باليد حيلة هذا هو سؤالي وللضرورة القصوى أرجو الرد لأن المشكلة قائمة وأتمنى أن لا تمتد أكثر لكي لا يصبح فيها المشاكل وغيرها أرجو الرد خلال اليوم أو غداً أرجوكم أرجوكم هل عملي حرام؟هل توجد حرمة في عملي؟ مع العلم أن والدي عصبي المزاج ومن الصعب التفاهم معه

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اشتمل سؤالك على أمرين:

الأمر الأول: ما حصل بينك وبين والدك من مشاكل، والذي ننصحك به هو أن تصبر وتحتسب لأن حق الوالدين في الإسلام عظيم فبرهما من أوجب الواجبات، وعقوقهما من أكبر المحرمات مهما بدر منهما من إساءة للولد.

وحاول أن تتلطف مع والدك في الكلام والمعاملة، وأن تبالغ في ذلك حتى يرضى عنك، وحاول أيضاً أن توسط له من ينصحه من أصدقائه أو غيرهم ممن له كلمة عليه وليصلحوا ذات بينكم.

والأمر الثاني: ما ذكرته من شراء الكتب من مكتبة والدك وبيعها على المكتبات والهيئات وغيرها ليس بأمر محرم، بل حلال لكن المشكلة في استخدامك أدوات المكتبة من أجهزة وسيارة ومحل وغير ذلك من أملاك أبيك، فإذا كان ذلك بإذنه فلا حرج عليك، أما إذا كان بغير إذنه فذلك حرام، ولا يبرر لك ذلك كونك لا تملك ما تشتري به سيارة وجهازاً ونحو ذلك.

وعليه، فإذا كان ما قمت به من غير إذن والدك، فإن أرباحك ملك لك؛ لكن عليك أن تطلب السماح من والدك في ذلك، فإن لم يسامحك فعليك أن تدفع له أجرة في مقابل استخدام أغراضه في عملك بحسب سعر السوق.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالنا وحالك، وأن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير، وأن يصلح ما بينك وبين أبيك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني