الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط العمل في بيع البطاقات الهاتفية

السؤال

يا شيخ أنا صاحبه الفتوي رقم57699 ولقد أرسلت لحضرتك عدة مرات عن موضوعي هذا وقلت لحضرتك إنني تم تثبيتي في الشركة وسوف أقبض مرتبا كبيرا جدا إن شاء الله وعملي يا شيخ هو إحصاء مبيعات كروت الاستخدام المنزلي والتي يستخدمها العملاء الذين ليس لديهم في تليفوناتهم خاصية الاتصال المباشر بالمحافظات أو الاتصال الدولي بالدول فيستطيعوا بهذه الكروت إجراء المكالمات الدولية التي يريدونها أو المكالمات المباشرة وهكذا من بيوتهم باستخدام هذه الكروت المنزلية وهذه الكروت أسعارها في متناول الجميع فيوجد منها فئات كثيرة منها كارت فئه 10جنيهات و20 و30 و50 و100جنيه يعني يستطيع الغني والفقير استخدامها لكني خائفة لأني رأيت أن أحد الذين يستخدمون هذه الكروت كان يجري بها مكالمات بها نميمة كثيرة يعني يا شيخ يوجد أفراد طبعا يستخدمون هذه الكروت في مكالمات حلال ولكن يمكن لأناس يستخدمونها في نميمة أو غزل وحب ويمكن لأناس استخدامها في إجراء مكالمات حلال كسؤال عن أقارب في محافظة أو دولة أخرى وفي استفسار من علماء وهكذا لكني خائفة لأنه ممكن ناس تستخدم كارت مثلا فئه العشرة جنيهات بالكامل في مكالمة غرام أو نميمة وأرى ذلك فعلا وهكذا فيكون عملي به شبه لأن عملي كله عبارة عن إحصاء لمبيعات هذه الكروت فعملي هو أن أرسل لمديرة الشركة تقريراً شهرياً أوضح فيه عدد المباع من هذه الكروت في الشهر من جميع فئات الكروت مثلا المبيعات من كارت فئه 10جنيهات مثلا 500كارت وهكذا ولكني أعلم أنه أكيد من ضمن ال500كارت المباعة هذه أكيد ناس استخدمت وتكلمت من هذا الكارت مكالمات بها نميمة وهكذا فخائفة لأنني أكيد التقرير الذي أرسله والذي أكتب به عدد مبيعات الكارت أكيد به كروت قد استخدمها أصحابها بالكامل في نميمة مثلا أو سوء هل أتحمل أنا ذلك أم لا يا شيخ؟ وهل أنا أتحمل الوزر في هذا هل أستمر في هذا العمل أم لا؟ وهل يكون عملي حرام لأني أعلم أنه أكيد من يوجد من يستخدم هذة الكروت استخداما سيئا، وأنا أرسل للشركة تقريرا بعدد هذه الكروت المباعة؟ وهل أكون أنا تعاونت على منكر وأترك هذا العمل فورا ومالي يعتبر غير حلال.
أرجو الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شيء عليك فيما تقومين به من إحصاء لتلك البطاقات، وبالتالي فالمرتب الذي تحصلين عليه من هذه المهنة حلال إن شاء الله تعالى، ولو استعملت كلها في الحرام ما دمت غير متيقنة بأن من يشتريها لا يريدها إلا للحرام.

لكن لا يجوز بيع البطاقات المذكورة لمن علم يقينا أنه يستخدمها في أمر محرم كنميمة أو كذب ونحو ذلك، لأن هذا من باب التعاون على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

وإذا لم يحصل يقين باستخدامها في أمر محرم فلا حرج في بيعها، وراجعي الفتوى رقم: 7307.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني