الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسخ الكتب والبرامج للانتفاع الشخصي

السؤال

أنا طالب بإحدى الكليات؛ أقوم بتنزيل المراجع العلمية الإكترونية من الإنترنت، ولكن هذه الكتب ليست مجانية وليست للنسخ وثمنها مرتفع قد يصل لآلاف الجنيهات (إذا قمت بشرائها) أقوم بتنزيلها للاستفادة منها، وقد طرأت فكرة أن أقوم بنشر هذه الكتب للطلبة في كليتي للاستفادة منها كما أستفيد أنا منها بدون مقابل مادي غير ثمن الأسطوانة التي أنسخ عليها الكتب (يعني لا أتاجر فيها وهدفي ابتغاء وجه الله تعالى ونشر العلم)؛ فهل هذا حرام أم حلال، مع العلم (وهذا ليس مبررا) أن الكلية تقوم ببيع مثل هذه الكتب الإلكترونية وتحصل على مقابل مادي كبير منها وأيضا تقوم بتصوير الكتب العلمية باهظة الثمن (والمكتوب عليها أنها ليست للنسخ ولها حقوق الملكية الفكرية) وتبيع النسخ المطبوعة رخيصة الثمن للطلبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا حكم نسخ الكتب والبرامج التي لا يأذن أصحابها في نسخها في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 27972، والفتوى رقم: 61658، وذكرنا هناك أنه إذا احتاج المرء إلى نسخها لعدم وجود النسخة الأصلية أو عجزه عن شرائها جاز له نسخها للنفع الشخصي فقط في قول بعض أهل العلم بشرط ألا يتخذ ذلك وسيلة للكسب أو التجارة، ولا بد من الاقتصار هنا على قدر الحاجة، لأن الزيادة عليها بغي وعدوان وهو موجب للإثم.

وعليه فإذا كنتم محتاجين إلى هذه الكتب وتعجزون عن شرائها، ويشق عليكم تصفحها عبر المواقع التي يأذن أصحابها في تصفحها فيها، فلا حرج عليك في نسخ هذه الكتب لنفسك أو لغيرك من الطلبة خاصة للانتفاع الشخصي دون الكسب والتجارة بحيث لا تأخذ من الطلبة أكثر من ثمن الاسطوانة، علماً بأن الأحوط أن يشترك الطلبة أو مجموعة منهم في شراء نسخة أو نسخ من هذه الكتب، ثم يقوموا بمداولتها بينهم أو إعارتها لغيرهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني