الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقوى الله هي أقصر طريق للرزق الحلال

السؤال

أود الاستفسار عن مال من يعمل مصففا للشعر، لدي ابن خالة والده متوفى وهو في سن يافعة, اضطر للعمل في هذا المجال أي مجال تصفيف الشعر للسيدات, ومن دخله عمل على تربية ورعاية الأسرة كذلك فإنه يقوم أيضا بتربية أولاد أخته المطلقة والماكثة عندهم في المنزل، وبعد أن وصل إلى سن 35 تهيأ له أولاد الحلال الذين دلوه على الله, فأراد أن يغير عمله فحاول عدة محاولات ألا أنها كلها باءت بالفشل وليس ذلك فقط بل خسر خسارة كبيرة ترتب عليه فيها ديون كبيرة قام بسدادها من ميراث أمه من جده، والسؤال كيف يمكن لهذا الشاب أن يغير عمله ويكسب الرزق الحلال, وهل هناك من أحد يمكن أن يهيئ له مثل هذه الفرصة، أفيدوني؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلتعلم الأخت السائلة أن عمل الرجل مصفف لشعور النساء حرام شرعاً لما تقرر من حرمة نظر الرجل ومسه لعورة المرأة الأجنبية عنه، وفي الحديث: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي.

ويقول الإمام النووي: كل من حرم النظر إليه حرم مسه بل المس أشد. انتهى.

وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب على هذا الرجل ترك العمل في هذا المجال فوراً والتوبة إلى الله عز وجل، والتخلص مما اكتسبه إلا أن يكون فقيراً فلا يلزمه التخلص من المال المكتسب من عمله الخبيث هذا، ونسأل الله أن يعفو عنه، وراجعي للمزيد من الفائدة في هذا الموضوع الفتوى رقم: 45011.

هذا وليعلم أن من ترك الحرام خوفاً من الله عز وجل فإن الله يبدله خيراً منه إذا علم صدق توبته، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3}، فتقوى الله تعالى هي أقصر طريق للرزق الحلال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني