الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاع بمال الجندي في جيش لدولة غير مسلمة

السؤال

كان أبي رحمه الله منخرطاً في الجيش الفرنسي إبان احتلال فرنسا لبلدنا المغرب، ولما ظهرت المقاومة للاحتلال بدأ بعض الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي يفرون إلى المقاومين ويعينونهم، وفي الوقت الذي اتفق فيه الوالد رحمه الله مع ثلة من رفاقه على الفرار والالتحاق بالمقاومة قبض عليهم جميعاً بسبب إبلاغ عنهم، ورحّلوا قسراً إلى ألمانيا حيث كانت كتائب من الجيش الفرنسي بموجب نتائج الحرب العالمية الثانية، وبعد مدة وجيزة استقل المغرب، ولكن الجنود الذين في ألمانيا بقوا فيها - إذ كانوا أولا مرغمين - لكن بعد ذلك لا ندري هل تم اتفاق بين الحكومة المغربية أم لا بشأن بقائهم هناك إلا أن المؤكد هو أن حكومة المغرب طلبت عودتهم سنة 1963م. والسؤال هو: ما حكم ما خلفه الوالد من إرث علماً أن هذا الإرث هو من نتائج الأجور التي كان يتقاضاها وهو في الخدمة العسكرية بألمانيا هل هو حلال لنا دون شبهة أم فيه شبهة؟ وإذا كان فيه شبهة فماذا نعمل به؟ وإذا أخذ أخي نصيبه فهل علي من حرج في الأكل عنده؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان عمل أبيك في الجيش المذكور لا يشتمل على نوع من الظلم أو الاعتداء على الآخرين، فلا نرى مانعاً من تملك المال الذي خلفه للورثة، خاصة أنك ذكرت أنه قد أرغم على الخدمة بالبلد المذكور، أما إذا كان عمله يشتمل على الظلم والعدوان فلا يجوز للورثة تملك المال الذي خلفه، لأنه مال حرام يجب التخلص منه بإنفاقه في مصالح المسلمين.

وراجع الفتوى رقم: 9616، والفتوى رقم: 55431. وفي حال ما إذا كان المال حراماً، وأخذ أخوك منه نصيبه، فإن في الأكل عنده تفصيلاً يمكنك مراجعته في فتوانا رقم: 46372.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني