الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسديد مصاريف الإقامة بأموال ربوية

السؤال

ما حكم الآتي أرجو البيان بالأدلة الشرعية أنا من مواليد أحد دول الخليج وليس لدي جنسية تلك حيث أنا أقلية قد بلغنا ما بلغنا من الكثرة وقد فرضت علينا السلطة هناك الجزية أو ما تسمى الإقامة سنويا ونظرا لكثرة البطالة ومنع السلطة لنا بالعمل وفرض الرسوم على أخواتنا حيث إنهن لا يعملن أيضا حيث ذهب البعض إلى المحرمات من شباب وشبان اقترحت لهم مشروعا والكل وافق عليه بمبررات قدمتها لهم, أو لأن الضرورات تبيح المحظورات, ثم إنا نضحك على هذا النظام ونحن في قناعة أننا لا نستطيع أن نضحك على الله, وإننا سنرتكب الحرام ثم نتوب لأنه غفور الرحيم ثم بعد هذه المعصية التوبة وتتمثل في "فإن تبتم فلكم رؤس أموالكم\"حيث يرجع للكل ما دفع كإعلان التوبة والباقي نسخره لمساعدة المساكين لتسديد الجزية\"الإقامة "وبناتنا ونقل الكفالة وحق الكفيل وحق المعقب ربما, لأنه يماطل حتى تطول الفترة ويطلب المزيد والشخص القادر ويعمل ليس له حق في ذلك.وقسائم المرور ليس لها دخل في ذلك. المشروع (فتح حساب في بنك ربوي) ورأس المال عبارة عن تبرع من كل شخص حسب ما تجود به نفسه وعند التوبة لكم روس أمولكم .نقوم بإرجاع للكل ما دفع ,ثم إن الله قال \"لا تأكلوا الربا\"ولم يقل \"ولا تقربوا الربا\" حيث هناك بعض المحرمات نزلت بهذه الصيغة والقرآن لم ينزل بلغه العرب هباء إلا للبلاغة وهذه من بلاغة القران ثم إن هناك فتوى لعبد الله بن العباس وابن عمر أن الربا في المطعومات وإننا لا نأكل من الأرباح مهما كان السبب, الفتوى قديمة لكن ....ارجو البيان ولكم من الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن تعلم أولا أنه ليس للأخ السائل ومن هو مثله من عوام المسلمين أن يعمد إلى النصوص الشرعية من كتاب وسنة فيفسرها على هواه ويبني عليها أحكاما فقهية بدون الرجوع إلى أهل العلم العارفين بهذه الشريعة.

قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ {النساء: 83}

قال عطاء والحسن وقتادة: أولي الأمر: أولي الفقه والعلم، ومعنى يستنبطونه يطلبون علم ذلك

هذا، وليحذر الأخ وغيره أشد الحذر من القول في القرآن بالرأي الفاسد، فإن ذلك أمر له خطره الكبير ومسؤوليته الجسيمة، يقول عمر بن الخطاب: ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه ولكن أخاف عليها رجلا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسان ثم تأوله على غير تأويله.

ويقول الصديق أبو بكر رضي الله عنه: أي سماء تطلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن برأيي أو بما لا أعلم.

فإذا تقرر هذا فاسمع ما يقوله العلماء في معنى قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا. ومثله: لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا

يقول الإمام القرطبي: يقول عند تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا

قال: والمراد يكسبون الربا ويفعلون، وإنما خص الأكل بالذكر لأنه أقوى مقاصد الإنسان في المال فأقيم هذا البعض من توابع الكسب مقام الكسب كله فاللباس والسكن والادخار والإنفاق على العيال داخل في قوله: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا. اهـ.

فعلم من هذا أن ما تريد فعله من فتح حساب في بنك ربوي وأخذ فوائد تسديد مصاريف الإجراءات المذكورة تعامل بالربا محرم وأنه يجب عليك صرف النظر تماما عن ذلك.

وأما ما نسبته إلى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم من أن الربا في المطعومات فغير صحيح بالمرة، بل الثابت عن ابن عباس وابن عمر تشديدهم على ربا النسيئة وهو نوع الربا الذي تريد فعله في معاملتك مع البنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني