الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشرع من خلع الحجاب للدراسة

السؤال

فضيلة الشيخ أفتوني في طالبة محجبة في السنة الجامعية الأخيرة تدرس بعيدا عن عائلتها، منعت من المبيت الجامعي بسبب حجابها . هي متمسكة بحجابها ولو أدى ذلك إلى ترك الجامعة ولكن والداها يصران على أن تخلع الحجاب من أجل إتمام الدارسة . وليس من الممكن لها كراء شقة خاصة بها لانعدام وجود الرفيقات الصالحات وانعدام الأمن خارج المبيت .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للبنت خلع الحجاب طاعة لوالديها أو لإتمام الدراسة في حال السعة والاختيار، أما إذا اضطرت لذلك كأن تكون الدراسة ضرورية بالنسبة لها أو لجماعة المسلمين ، مع عدم التمكن من الدراسة دون إخلال بالحجاب، فلا مانع من خلع الحجاب حينئذ للضرورة . لقوله تعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه، وقوله تعالى : فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ، وراجع في هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية : 10151 ، 31956 ، 65218، وبناء على ذلك فإذا تمكنت الأخت المسؤول عنها من الدراسة مع ارتداء الحجاب ولو باستئجار مسكن خاص بشرط أن تأمن فيه على نفسها، فلها إتمام الدراسة ، وأما إذا أدى ذلك إلى خلع الحجاب فلا يجوز إتمام الدراسة إلا للضرورة على ما قدمنا .

علما بأن الدراسة في الوقت الحاضر منها ما يغلب عليه طابع الثقافة العامة ، ومنها ما هو ضروري، والمرء يحدد ذلك بنفسه على حسب ما يعيشه من ظروف، فكل أدرى بضرورة نفسه .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني