الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزعم بوجود عيد في شهر شعبان بدعة

السؤال

هناك من يحتفل في كل أول يوم أحد من شهر شعبان ما يسمى (با لذكراء) ما حكمها شرعا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاحتفال في يوم معين ما أذن الشرع فيه بقصد التقرب بذلك الاحتفال بدعة في الدين، والابتداع في الدين مذموم شرعاً، فكل بدعة ضلالة، والدين قد كمل بقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا {المائدة: 3} وبموت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة: ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لقوم أحدثوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم : إما إنكم على أهدى مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أو إنكم على شفا ضلالة. وما ذلك إلا لخطورة الابتداع، ولأن صاحب البدعة يرى نفسه على خير وصواب فلا يتوب حتى يموت فيطرد عن الحوض يوم القيامة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي، فيقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول: سحقا لمن بدل. ونص الحديث كما في الصحيحين : ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني، فيقال .. الحديث إلى آخره

فيجب على المسلم أن يحذر من الابتداع في الدين وأن لا يتقرب إلى الله تعالى إلا بما شرع، وكل ما لم يأت في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الدين فهو مبتدع، سواء أكان ذلك في صفته أو في عدده أو في زمانه ومكانه.

ومن هنا فإحداث عيد ثالث في الإسلام في يوم من شهر شعبان أو غيره وإحياؤه هو من الأمور المبتدعة في الدين، ولا يجوز للمسلم فعلها ولا ينفعه في ذلك حسن نيته، فكم من مريد للخير لا يبلغه .

وخلاصة القول في ذلك كله حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد . أي مردود على صاحبه وتراجع الفتوى رقم: 34045 .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني