الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يقيم الصلاة ويبذل المجهود للتخلص من المخدرات.

السؤال

شاب مدمن مخدرات وفي الآونة الأخيرة شرح الله صدره للإسلام وهو لا يستطيع التخلي عنها بالكلية، أي يتطلب ذلك منه وقتا، وهو بين أمرين إما أن يصلي وهو على هذه الحالة مع بذل المجهود للتخلص منها أو ينتظر حتى يقلع عنها، مع العلم بأنه صادق النية؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمخدرات محرمة بإجماع المسلمين، ولا يجوز تعاطيها بحال من الأحوال، ذلك أن فيها تغييب العقل الذي هو أعز نعمة أنعم الله بها على الإنسان، وفضله بها على سائر الحيوانات، وانظر الفتوى رقم: 1994.

ثم إن ترك الصلاة كفر على المرجح من أقوال أهل العلم، لأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه أحمد وأهل السنن.

وقوله صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. رواه مسلم، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 1145.

وعليه.. فالواجب على هذا الشخص أن يتجنب المخدرات ويقيم الصلاة، وإذا أبى عن الجمع بين الأمرين معاً، فإن ترك ما يعتبر تركه كفراً أعظم من فعل ما هو معصية غير كفر، وبالتالي فعليه أن يقيم الصلاة ويبذل المجهود للتخلص من المخدرات.

وليعلم أن مستعمل المخدرات إذا أدى استعماله لها إلى سكره فإنه لا يقرب الصلاة حال سكره، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ {النساء:43}، وأي نوع من السكر حصل للإنسان كان مشمولاً بسببه بهذا الخطاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني