السؤال
الرجاء يا إخوة أفتوني بسرعة بارك الله فيكم القصة كالآتي:\"كنت أنظر على التلفاز على برنامج عن المجاهدين, وفجأة ثارت أمي وأصبحت تسب على هؤلاء المجاهدين بكلام لم أسمعه منها أبدا, تريد هي أن تنظر إلى التلفاز و تبتعد عن هذا البرنامج. فأنا لم أتحمل وقلت لها كلاما شديد جدا وأن المجاهدين أفضل منك و ...........} فثار غضبها وأصبحت تهددني بأن الله سوف ينتقم مني بسبب عقوق الوالدين و ........} وادعت أنها لا تود سماع هذا وأني زدت صوت التلفاز كثيرا بحيث أثار غضبها وأنا الآن في حيرة من أمري...!! رغم أنهم أسرة ملتزمة و تحب المجاهدين لكن الإعلام الكافر بقنواته العربية و غيرها شوه سمعة المجاهدين وألقى أكاذيبه علينا فصدق من صدق و كذب من كذب.. وللفائدة هي عندما ثارت, ثارت ضد هؤلاء المجاهدين ولو كنت واضعا التلفاز على مسرحية فانا متأكد أنها لن تلقي بالا وأنا أحاول أن أراضيها لكن عندما أتذكر تلك المسبات على المجاهدين أعدل عن قراري. فأرجوكم أن ترشدوني ماذا سأفعل وأن تكتبوا نصيحة طويلة لأمي عن شتم المجاهدين ووصفهم ب......} وبارك الله فيكم......
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن للوالدين منزلة عظيمة، وأنه يجب على الولد برهما والإحسان إليهما. قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا {الأحقاف 15} وحق الأم في البر أعظم ونصيبها منه أوفر، وتراجع الفتوى رقم: 58156.
ولو قدر أن وقعت الأم في منكر فينبغي أن يختار الولد أفضل السبل في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فإن انتهت فالحمد لله، وإن أصرت على ما هي عليه فقد أعذر إلى الله تعالى، وأما مقابلة إساءتها إلى ولدها بإساته هو إليها فإن ذلك عقوق منه لأمه، وتراجع الفتوى رقم: 3459.
وعلى هذا فكان الواجب عليك طاعة أمك وإغلاق التفاز مادامت قد طلبت منك ذلك، وإقدامك على الكلام معها على وجه يغضبها منكر تجب عليك التوبة منه، فالواجب عليك برها والإحسان إليها على كل حال، ولا تتراجع عن قرارك بمحاولة إرضائها فإن الشيطان هو الذي يذكرك بما كان قد صدر منها حتى يحرمك من أداء واجبك نحوها.
والله أعلم.