الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استيفاء المكافأة لمن سقط اسمه سهوا من جدول المكافآت

السؤال

أعمل في دائرة حكومية وفي كل عام يكون لدينا ضغط عمل في أشهر الصيف فيطلبون منا العمل بعد الدوام وفي أيام العطلة ويقولون لنا لن تأخذو إجازتكم السنوية قبل إنجاز العمل الذي معكم فنعمل ليل نهار لنذهب في إجازتنا للأهل حيث إننا وافدون، وبعد عودتنا يحاسبوننا بغير ما وعدونا وقد يتم دفع أقل من نصف ما كنا نستحق، وهذا تكرر عدة سنوات، سؤالي: هل يجوز لنا أن نزيد في عدد الساعات التي عملنا بها حين نقدم لهم القوائم حتى إذا حسموا نصفها بقي لنا ساعات قريبة لما عملنا بحيث نقترب من حقنا الفعلي، مع العلم بأنهم ظلمونا لعدة سنوات وبمئات الريالات، أفيدونا أفادكم الله.
ويوجد لي سؤال آخر: في العام الماضي تم منح جميع الموظفين بدائرتنا مكافأة بنهاية العام بلا استثناء، ولسوء حظي سقط اسمي سهوا من قائمة المكافآت وقد بعثنا أكثر من مرة مطالبة بالمكافأة وأخبرونا أن لا يوجد موازنة وعليك أن تنسى الموضوع وبالمناسبة المكافأة كانت راتب شهر وليست قليلة، فسؤالي: هل يجوز لي بعلم مدير دائرتي أن أضيف عدد ساعات إضافية مع ساعات العمل التي عملتها والتي سيدفعونها لي مقابل الظلم الذي وقع علي بعلم مدير دائرتي وليس من عندي، أفيدونا، أرجو إعطاءنا بعض النصائح في الاحتساب عند الله حيث إننا يشهد الله لمظلومون ونحتسب عند الله الأجر إن لم نأخذه بالدنيا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان ما لم تتقاضوه من أجرة الدوام الإضافي مستحقا لكم استحقاقاً ثابتاً لا شبهة فيه، ولم تجدوا طريقاً للحصول عليه أو على بعضه إلا أن تزيدوا في القوائم في عدد الساعات التي عملتموها، فلا حرج في ذلك بشرط أن تقتصروا فقط على استيفاء حقكم دون الزيادة عليه، وذلك على الراجح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، وهي المعروفة عند أهل العلم بمسألة الظفر بالحق، وراجع الفتوى رقم: 36045، والفتوى رقم: 38796، والفتوى رقم: 57897.

ومحل استيفاء الحق بهذه الطريقة هو فيما مضى وثبت لكم من حقٍ ظلمكم المسؤولون في هذه الدائرة بمنعكم من تقاضيه، أما فيما يستقبل مما لم يتحقق فيه ظلم المسؤولين ولكن تخشون فقط من أن يجروا على عادتهم في ظلمكم، فلا يجوز أن يستوفى بذلك، إذ من الممكن أن لا يقع الظلم بسبب وجود مانع من الموانع، كما هو مبين في الفتوى رقم: 32134، والفتوى رقم: 66155.

هذا ما يتعلق بسؤالك الأول، وما يقال فيه يقال أيضاً في سؤالك الثاني، فإذا كانت هذه المكافأة مستحقة لك وليست هبة من الدائرة التي تعمل فيها ولم تجد طريقاً للحصول عليها، إلا أن تزيد في عدد الساعات التي عملتها، فلا حرج في ذلك، أما إذا كانت هبة من الدائرة -وهذا هو الظاهر- فلا يجوز لك هذا لأن الدائرة لها الحق في أن تهب لبعض الموظفين دون بعض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني