الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وجد عملاً في غير تخصصه

السؤال

أنا مهندس كمبيوتر جاء لي عرض أن أعمل عاملا في محل ولكن يضيع هذا العمل كل الوقت فهل أعمل أم أبحث عن غيره الذي يتح لي الاجتهاد في علم الكمبيوتر وطلب العلم الشرعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت غير محتاج لهذا العمل لتنفق على نفسك فالأصل أن تتفرغ لتحصيل العلم الشرعي والتوسع في علم الكمبيوتر حتى تجد عملا آخر يتناسب مع تخصصك كمهندس كمبيوتر وتستطيع الجمع بينه وبين تحصيل العلم، أما إذا كنت محتاجا إليه لتنفق على نفسك وتستطيع الجمع بينه وبين تحصيل أداء الفرائض فالواجب تقديمه على تحصيل العلم غير الواجب؛ لأن النفقة على النفس واجبة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أما تحصيل العلم غير الواجب فهو نافلة، ولا يصح تقديم النافلة على الواجب. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرحه لقول الله تعالى في الحديث القدسي: .. وما تقرب إليه عبدي بشيء أحب إليه مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... يؤخذ من قوله: ما تقرب إلي... الخ أن النافلة لا تقدم على الفريضة؛ لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة، فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة. فتبين أن المراد من التقرب بالنوافل أن تقع ممن أدى الفرائض لا من أخل بها، كما قال بعض الأكابر: من شغله الفرائض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور.

وراجع للأهمية الفتوى رقم: 53711، والفتوى رقم: 11280.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني