الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مؤاخذة في حديث النفس ما لم يتحول إلى عمل أو قول محرم

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولي ثلاثة أطفال كنت أعاني مشاكل مع زوجي جعلتني فريسة لمشاعر حب عميق جارف جمعني مع رجل بادلني نفس الإحساس كان حبا صادقا، ولكن أعرف من كل قلبي أنه خاطئ وأنا كنت أغضب ربي بهذه المشاعر والحمد لله رب العالمين تبت توبة نصوحا ولم أعد أقابله أو أحدثه حتى هاتفيا، ولكن أحيانا أحن إليه وأشعر بضعف ورغبة كبيرة أن أحدثه أو أراه، ولكن أعود وأستغفر الله وأطلب منه العون على تركه لأني أعرف أن نهاية مثلي هي نار جهنم لأني خاطئة وآثمة، وسؤالي هو هل أحاسب على مشاعري الداخلية وكيف لي أن أعرف أن الله سامحني وتاب علي وكيف أقوي نفسي على الطاعة وكيف أتقرب من ربي مع أني والحمد لله محجبة وأصلي وأحاول قدر الإمكان الابتعاد عن كل ما يغضب ربي، ولكن حب هذا الرجل ما زال في قلبي يخف ويقوى بين حين وآخر، ماذا أفعل أرجوكم ساعدوني فمشاعري والله ليست بيدي وأعرف أن الشيطان وحده وراء هذه الأحاسيس الخاطئة هل يحاسبنا الله على مشاعرنا إذا لم نترجمها إلى عمل أم أننا نحاسب فقط على أعمالنا، أرجوكم الإفادة؟ وجزاكم الله منا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يتقبل توبتك، ويعينك على الثبات عليها، وأبشري بتوبة الله عليك إن صدقت في توبتك، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويحب التوابين ويفرح بتوبة عبده، أما عن الشعور والإحساس القلبي الذي تحسين به فإن عليك مدافعته عن نفسك وعدم الاسترسال معه ولا تؤاخذين عليه ولا تأثمين به ما لم تحولي هذا الشعور والإحساس إلى عمل أو قول محرم، ففي الحديث: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه النسائي والترمذي.

فينبغي لك أن تحسني الظن بالله وتتقربي إليه بالأعمال الصالحة فإنه سبحانه قال في الحديث القدسي المتفق عليه: أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.

والتقرب منه سبحانه يكون بالإكثار من النوافل، بعد أداء الفرائض، ففي الحديث: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.... رواه البخاري.

وعليك مجاهدة نفسك ومحاولة نسيان هذا الرجل، وقطع الطمع فيه، ونحيلك على الفتوى رقم: 9360 ففيها بيان علاج من ابتلي بمثل هذا الداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني