الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المساعدة في توصيل الإنترنت إذا استخدم في الحرام

السؤال

منذ أيام قليلة قام أحد جيراننا بتوصيل كبل للإنترنت الدائم (24ساعة)، وقام بتمرير السلك من على منزلنا بعد موافقتي ومساعدتي له في التركيب، ثم قال لي أحد أصدقائي إن أي شيء مخالف للشريعة يفعله هذا الجار على الإنترنت سواء كان سماع أغان وخاصة أن 99 في المائة من مستخدمي الإنترنت يستخدمونه في سماع الأغاني ومشاهدة الكليبات أو استخدامه في أي شيء يغضب الله فإني سآخذ وزرا لأن السلك يمر من على بيتي وأني ساعدته في التركيب، ولكن أيضا النت يحتوي على أشياء كثيرة مفيده ولكني لا أعلم هل سيستخدمونها أو لا، ولكن لأن جيراني شباب صغار فإن احتمال عمل أشياء تغضب الله ليست احتمالات ضعيفة، وإذامنعت مرور السلك فإن جيراني سيغضبون مني وممكن أن أوضع في خانة مانعي العلم، وهل يمكن تطبيق قاعدة أن منع الضرر خير من جلب المنفعة، وهل علي أثم في ذلك لو كنت أعلم أنهم حتما سيسمعون الأغاني ويشاهدون الكليبات؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل أن ينفع المسلم إخوانه ويساعدهم على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فقد أمر الله عز وجل بالتعاون بين الناس فيما ينفع، فقال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2}، ولا شك أن ذلك آكد في حق الجار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. فهذا من حيث العموم فيما ينفع.

أما فيما يضر أو ما فيه إثم ومعصية لله تعالى فلا يجوز للمسلم أن يساعد فيه بأي وسيلة، فقد نهى الله عز وجل عن التعاون على الإثم والعدوان فقال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ولذلك فإذا كنت تعلم أو يغلب على ظنك أن هذا الجار يستخدم ما ساعدته عليه في الحرام فإنه لا يجوز لك مساعدته، وما دمت قد فعلت ذلك فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتخبره بأنه لا يجوز له استخدام هذه الوسيلة فيما لا يرضي الله تعالى وأنك لا تسمح له بذلك.. وأنه إذا فعل المخالفة فمن حقك عدم السماح بمرور السلك على بيتك لأنك لم تكن على علم بحاله قبل الموافقة، وبذلك يعذرك الجيران وينصفونك.... وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 65764 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني