الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يطيع أمه إذا أبت أن يعتمر حتى يعطيها مالا

السؤال

أطلب فتواكم في الأمر التالي: كان زوجي لا يصلي ولا يصوم ولكن هداه الله وبدأ بالصلاة والصوم والحمد لله، وقرر الذهاب في عمرة هذا العام، ولكن والدته تقول له لن أرضى عنك إلا إذا أخذتني معك أو تعطينا قدرا من المال أو أن تحضر لي حاجات من العمرة تلك الحاجات موجودة أصلا في بلدنا، مع العلم بأنه في العام الماضي اصطحبها للعمرة وكانت رحلة تسوق بالنسبة لها لا عمرة، وهو ليس له القدرة المالية لإيفائها بكل حاجاتها، وهو يعلم الله لا يتأخر عليها بشيء، وهو خائف من غضب والدته، وللعلم بأنه كانت تمر عليه أيام لا يجد ما يطعم عائلته وكانت والدته تتنكر له ولا تتعرف عليه، أرجو الإفتاء في هذا الأمر؟ شكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحمد الله تعالى الذي هدى هذا الرجل ووفقه للالتزام بالصلاة والصيام وغيرهما، لكننا نوصيه بتقوى الله تعالى وطاعته والإحسان إلى والدته كما أوصى الله تعالى بذلك في كتابه العزيز، حيث أوصى بالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف ونبه على أهمية بر الأم خاصة وصرح بذلك الحديث النبوي، ثم إنه لا يجب عليه أن يعطي أمه من ماله إلا ما تحتاجه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 38993.

إلا أنه ينبغي له أن يحاول إرضاءها حسبما يستطيع فإن استطاع مصاحبتها إلى العمرة فليفعل، وإن استطاع أن يدفع لها من المال قدر ما يرضيها فليفعل، وإن استطاع أن يأتيها ببعض الحاجات والهدايا فليفعل، فالمهم أن يحاول إرضاءها ما استطاع ولا يكلف ما لا يستطيع، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22356، 2894، 27653، 19848.

ثم إن على زوجة هذا الأخ أن تكون عونا له على بر والدته ولا تكون عونا على التقصير في حقها، فبرور زوجها لأمه يعود عليه وعلى أولاده بالخير الكثير، كما أن عقوقه يعود عليه بما لا يحمد في الدنيا والآخرة. ومن حق هذا الزوج على زوجته أن تنصحه ولا يوجد نصح بعد النصح بطاعة الله أعظم من النصح ببرور الأم، ثم إن تقصير الوالدة في حق ولدها لا يبرر عدم برورها، لأن البرور واجب على الولد وليس مشروطاً بإحسان الوالد، لذا فلا ينبغي التركيز على أن هذه الوالدة كانت تتجاهل ولدها يوما من الأيام، ولا يغيب عن الذاكرة ما كانت تقوم به من خدمته في صغره من رضاعة وتنظيفه والسهر على مصالحه بانشراح وسرور إضافة إلى حمله ووضعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني