الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في وظيفة نجح في اختبار التقدم لها بالغش

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاماً أعمل كمدرس، عملت في إحدى المدارس الخاصة لمدة عام ونصف، ثم سنحت لي الفرصة للعمل ضمن وكالة الغوث الدولية كمدرس، وطبعاً هذه الوظيفة تزيد من راتبي بنسبة 50%، ولكن لكي يتم قبولي للعمل لا بد من اجتياز اختبار تحريري للوظيفة، وتقدم للامتحان ما يقارب 340 شخصاً آخر.. ودرست للامتحان واجتهدت مع زوجتي التي تشاركني نفس التخصص وتريد العمل بنفس الوظيفة كمعلمة في الوكالة (المطلوب ليس وظيفة واحدة ولكن العشرات)... المهم هو أنه قبل الامتحان بيوم واحد لي قريب يعمل في المؤسسة نفسها أحضر لي الامتحان الذي سأمتحن فيه في الصباح طبعاً هو أراد أن يخدمني لأنه يحبني.. وطبعاً أخذت الامتحان منه في لحظة ضعف شديد مررت بها ولا أدري كيف قبلت بذلك رغم أنني كنت مستعداً له بدون رؤيته... المهم أنني نظرت إلى الامتحان ووجدت نفسي للوهلة الأولى أحل بسهولة 75% من الأسئلة، وبعد قليل من التفكير تزيد هذه النسبة.... وحللت الامتحان في البيت وبحثت عن بعض النقاط التي لم أكن قد درستها وعرفتها وطبعاً ينطبق الكلام علي أنا وزوجتي لأننا سنتقدم لنفس الامتحان في الصباح.... خلاصة القول: أنني أصبحت في الصباح وزوجتي للامتحان وتقدمنا له وكانت النتيجة علامتي أننا حصلنا على أعلى العلامات... وشاركنا في هذه العلامات أشخاص آخرون وتم اختيارنا للمقابلة الشخصية واجتزناها بنجاح وتم تعييننا أنا وزوجتي للعمل كمعلمين في مدارس وكالة الغوث الدولية.... ولكن المشكلة التي أعيشها وزوجتي هي الإحساس بالذنب.. والخوف الشديد من أن نكون نأكل أموالاً حراماً من عملنا... ونتألم كثيراً من هذا الموضوع.. ولا ندري ما عسانا فاعلين لكي نصلح خطأنا.. لأننا ما كان يجب أن نقبل على أنفسنا الغش.... السؤال هو: هل فعلاً نحن نأكل أموالاً حراماً مع أننا نبذل قصارى جهدنا في العمل حالياً، هل يجب علينا أن نستقيل من العمل لكي نكفر عن خطئنا، كيف يمكن التكفير عن ذنبنا مع أنني أكثر من الصدقات والاستغفار عسى ربنا أن يغفر لنا، أرشدونا هدانا وهداكم الله؟ملاحظات هامة:
1- أرجوكم أن تتوخوا الدقة عند الإجابة على سؤالي لأن في الإجابة مستقبل أسرة مكونة من 3 أفراد..2- أود لفت الانتباه إلى أنه يتم تعيين ما يقارب 40-50 شخصاً في وظائف مماثلة معنا وحوالي 40 بشكل جزئي .
3- في حالة استقالتي من العمل لا يحق لي أن أتقدم للعمل في الوكالة مرة أخرى بتاتاً.4- كنت قد قبلت للعمل في مدارس حكومية واعتذرت عن العمل للالتحاق بالوكالة وبالتالي لا يحق لي العودة للتقدم للعمل في الحكومة.
5- المدرسة الخاصة التي كنت أعمل فيها واستقلت منها لا يحق لي العودة للعمل فيها.6- هل يمكن اعتبار ما حصل كما يحصل في تعيين أحد الأشخاص في وظيفة بالواسطة، أرجو الموضوعية في الرد؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه كان ينبغي عليك رفض أوراق الامتحان التي أتى بها قريبك الذي يعمل بالمؤسسة المذكورة، لأن ذلك خيانة منه لجهة عمله وقبولك لها إعانة على هذه الخيانة، وقد نهى الله تعالى عن الإعانة على الإثم، فقال: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

وبالنسبة لمسألة الغش فإنه يصدق عليك أنك غششت بعض الغش لا كل الغش لأنه حسب ما تقول بأنك ذاكرت ودرست ما نسبته 75% من المادة فعليكما بالتوبة، ونسأل الله أن يغفر لكما، وعلى كل فما دمت تجيد عملك وتقوم به على الوجه المطلوب، وقد تبين لجهة العمل كفاءتك من خلال المقابلة فإن ما تأخذه من مرتب جائز إذ هو في مقابل العمل ونفس الحكم يقال في زوجتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني